«فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ.»
(مت10: 3).
كَتَبَ متى إنجيلَه بِوَحي مِن الرّوح القُدس حَوالي سنة 50 م.، أَي بَعد حَوالي 20 سَنة من دَعوة الرّب له لِيَكون من تلاميذه، وَلكِن مَتّى كَتَب وَعرَّف عَن نَفْسِه بَين التَّلاميذ قَائلاً «متّى العَشَّار» وَكَأَنَّه إلى جَانِب وَضْعِه الجديد كَتِلمِيذ للمسيح يَضَع مَاضِيهِ المملُوء بِالخَطايا والإحْتِيَال، مَاضِيهِ الذي جَعَل النَّاس يَنظُرون إليه نَظرَةَ اشْمِئزَاز وَكَراهية… مُظهراً بِذلِك عَظَمَة عَمل نِعمَة الله في حَياتِه، فَالنِّعمَة تَنْقُل الإنسان لَيسَ فَقَط مِنْ مُدان إلى مُبَرَّر أَمام الله، ولكن تَجعَلُه إنساناً جديداً وَخَليقَة جَديدَة فَيَتَحَوَّل مِن إنسانٍ غَارِق في الخطايا الى تِلمِيذ وَخَادِم للمسيح، وَهذا التَّغيير العظيم في حَيَاتِه هو شَهادَة حَيَّة عَن عَظَمَة عَمَل الله وَنِعمَتِه الفَائِقَة التي تَنشُله دُون استِحقَاق وَتَجعَله آنية لِمَجد الله.
لَيتَنا فِي كلّ يَوم، إلى جَانِب مَن نَحنُ عَليهِ الآن، نَتَذَكَّر مَن كُنَّا سَابقاً وَأَيّ مُسْتَنْقَع مِن الخَطايا كُنَّا فِيه، لكي لا نَنسَى نِعمَة الله فِي حَياتِنا فَنَحيَا لِشُكْرِه وَتَمجِيد اسْمِهِ، وَلكي نَحرُص أَكثَر فِي حَيَاتِنَا مُنْتَبِهِين أَنْ لا يَجُرَّنا إبليس وَيُوقِعَنا فِي خَطَايا سَالِفَة سَبَق الله فَحَرَّرَنا مِنْها.