«1وَكَانَ لَمَّا سَكَنَ الْمَلِكُ فِي بَيْتِهِ، وَأَرَاحَهُ الرَّبُّ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ، 2أَنَّ الْمَلِكَ قَالَ لِنَاثَانَ النَّبِيِّ: «انْظُرْ. إِنِّي سَاكِنٌ فِي بَيْتٍ مِنْ أَرْزٍ، وَتَابُوتُ اللهِ سَاكِنٌ دَاخِلَ الشُّقَقِ».» (2صم 7: 1-2)
لقد تدخّل الرّب كثيراً في حياة داود ورفعه، فالذي كان يرعى غنم أبيه أصبح ملكاً، ورغم كلّ إضطهادات شاول والحروبات حماه الرّب وأعطاه الإنتصارات العديدة، وأراحه من كلّ الجهات. فكان من المتوقّع من داود أن يَشعُر بالإمتنان أمام إحسانات الرّب الكثيرة. وهنا يَنظُر داود إلى نفسه ويرى أنّه ليس من العدل بعد كلّ ما فعله الرّب معه، أنْ يكون هو ساكناً في بيت من أرزٍ وتابوت الله ما زال داخل شقق الخيمة. مصمّماً في قلبه أن يبني بيتاً يسكن فيه الرّب وسط شعبه. على الأرجح أنّ ظروفنا لا تشبه ظروف داود، ولكن إذا فكّرنا في حياتنا كيف كانت يد الرّب معنا في أمور كثيرة، وكيف باركنا الرّب وحمانا من أخطار كانت محيطة بنا، رعايته الدّائمة لنا، وكيف من كلّ جهة يتدخّل ليبارك ويسدّد إحتياجاتنا، فهل من العدل إن كنّا ندفع الكثير من المال من أجل أمور ثانويّة في حياتنا، ومن أجل راحتنا وتسليتنا و… أن نرى أحيانا في عشورنا وتقدماتنا ودعمنا الإرسالي عبءًا علينا؟ فلنتذكّر يد الرّب على الدّوام في راحتنا، ولنعطِ الرّب من القلب، عربون شكر مقدّرين إحساناته الكثيرة في حياتنا.