السبت 11 تموز 2020

«فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ» (1كو 1: 18)


كان الصليب في أيام الرومان أداة لمعاقبة المجرمين. لذلك إختار المسيح الصليب لكي يفتدينا من خلال موته الكفاري عنّا. لقد إختار الأداة المعبّرة جدّا لوضعنا واستحقاقنا. فالإنسان يستحقّ أشد درجات العقاب على خطاياه الشنيعة في الفعل والقول والفكر. إنّ صليب المجرمين هو المكان الذي يستحقّه كلّ إنسان فعليا، والعذاب الأبدي في جهنّم هو ما يستحقّه الإنسان. وأمّا يسوع فقد إختار أن يأخذ مكاننا ويسفك دمه بدل دمنا ويعاقب جسده بدل جسدنا ويحمل خطايانا في المكان الذي نستحقّه. وهو الذي لم يفعل خطيّة ولم يكن في فمه غشّ. يعتبر الكثير من الناس اليوم أنّ هذا العامل هو جهالة! لماذا يفعل الله القدير هذا العمل؟ أليس هذا ضعفا؟ ليس ضعفا أن يتواضع القوي وليس ضعفا أن يحبّ القوي. بل على العكس، فإن قوّة القوي تظهر بتضحياته ومحبّته وصبره وطول أناته وبذله وعطائه. لقد ظهرت قوّة الله بالصليب إذ ظهرت محبّته الفائقة وفدائه العظيم. لقد صار الصليب قوّة الله بالنسبة لنا، لأنّ الصليب كسر قوّة الموت وقوّة الخطيّة التي لم يستطع أحد أن يكسرها. وظهرّت قوّة الله المحّب والمضحّي والباذل والحكيم الذي أوجد خلاصا لليائسين والبائسين، ليغيّر المصير الأبدي لكلّ من يأتي إليه بتوبة وإيمان.