عَيْنٌ مُكَدَّرَةٌ وَيَنْبُوعٌ فَاسِدٌ، الصِّدِّيقُ الْمُنْحَنِي أَمَامَ الشِّرِّيرِ.
(أم 25: 26)
في الكثير من الأحيان يُخطِئ المؤمن ويَعثُر، ولكن المؤسِف هو عندما يعيش المؤمن نمط حياة العالم والخطيئة فيكسر شهادَتَهُ أمام العالم غير المؤمن الرافِض لله ولحِكمَتِه. يا لعار إبراهيم عندما تعرَّض لتوبيخ أبيمالك بسبب كذِبه بشأن زوجته سارة! يا لعار شمشون أن يُمسَك من الفلسطينيين في بيت زانية! يا لعار بطرُس أن ينكُر سيِدَهُ أمام جارِية! إن خطايا العالم تمُر بسكوت، ولكن إبليس يوقِظ العالم عِندما يُخطِئ المؤمن. يُشبِّه سُليمان حياة المؤمن الذي يعيش بعدَم إستِقامة ويكسر شهادتَهُ بعين مياه مُكدّرة، أي قذِرة، وينبوع فاسِد لا يرغَب أحد بالإِقتراب والإرتواء منها، فتُصبح مياهه غير نافعة بل مُضِرة، ومُزعِجة إذ فقَدَت قُدرتها على إرواء عطش الناس. هكذا المؤمن المساوِم الذي يعيش بالتواء أمام العالم، لا أحد يرغَب في الإقتِراب منهُ، إذ يُدرك الجميع أنَّه مُرائي يعيش على خِلاف إيمانه وكلِماته، ويُلوِث ويَضُر كل من يقتَرِب إليه. هكذا قال الرب يسوع: أنتُم ملِح الأرض ولكن إن فسد الملح فبماذا يُملَّح؟ لا يصلُح بعد لشيء، إلّا لأن يُطرَح خارِجاً ويُداس من الناس. لذلك لنحرُص كمؤمنين على أن نعيش على مستوى الإسم الذي دُعي علينا، ونرفَع رأس سيِدنا ومُخلِصنا في هذا العالم، فنَسمَع نِعِمًا، بدل عاراً.