عندما يفتكر الإنسان بالزواج يفتكر بأمور عديدة. أريد شخص يعجبني بشكله، بشخصيّته، بإمكانياته. أريد شخص أنا أعجبه … واحدة من الأسئلة التي تواجه كل شاب او فتاة – هل سيعجب بي أحد؟ بعدها يفكر الشاب … هل سأستطيع أن أتزوج وأكوّن عائلة؟ أين سأعيش؟ كيف سنعيش؟ كم عدد الأولاد الذين سننجبهم؟ نواحي عديدة يفتكر بها الإنسان في الزواج … ولكن ناحية واحدة لا يضعها ضمن حساباته، هي ارتباط الزواج بالحياة الروحيّة. عندما يفتكر الإنسان بالزواج، يعمل حساب لكل أمر إلا الناحية الروحيّة. قلائل هم الأشخاص الذين يقولون: “أنا أريد أن أتزوّج لتصبح حياتي الروحيّة أفضل”. قلائل هم المؤمنين الذين يسألون: “ماذا سيكون تأثير زواجي على حياتي الروحيّة؟
.فما هو تأثير الزواج على الحياة الروحيّة؟ الكتاب المقدس يعطي أهمية كبيرة لهذا الموضوع
“1«مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا، وَطَرَدَ شُعُوبًا كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الْحِثِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ، 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ، وَضَرَبْتَهُمْ، فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لاَ تَقْطَعْ لَهُمْ عَهْدًا، وَلاَ تُشْفِقْ عَلَيْهِمْ، 3وَلاَ تُصَاهِرْهُمْ. بْنَتَكَ لاَ تُعْطِ لابْنِهِ، وَبِنتْهُ لاَ تَأْخُذْ لابْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى، فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعًا. 5وَلكِنْ هكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ، وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ، وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ، وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلَهُمْ بِالنَّارِ. 6لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ” (تث 7: 1-6)
الله لديه مخطط لشعبه في العهد القديم. ضمن مخطط الله لشعبه، هناك مخطط فردي لكل واحد ضمن شعب الرّب. هناك ارتباط بين مخطط الله العام لشعبه ومخطط الله الخاص للأفراد ضمن شعب الرّب. سيكون هناك تأثير روحي على شعب الرّب. هذا الأمر ينطبق على كنيسة المسيح
الرّب له مخطط للكنيسة، وله مخطط للمؤمنين في الكنيسة، والزواج يؤثر جدا على مخطط الله للكنيسة ومخطط الله لك. للزواج تأثير قد يكون سلبي أو إيجابي بحسب الخيار الذي يتخذه الإنسان المؤمن. كيف يمكن أن يؤثر الزواج على حياة الشاب أو الشابة المؤمنة؟
أولا. الزواج له تأثير على حياتك الروحيّة
سيكون في حياتك شخص يشجعك ويدعمك روحيا. بالنسبة لمخطط الرّب، سوف يصبح في حياة الشاب فتاة مباركة تشجعه في رحلة حياته الروحيّة وتعينه روحيّا. وعندما يضعف تكون هي بجنبه لكي تعينه. أما بالنسبة إلى لشابة، فسوف يصبح في حياتها قائد روحي يساعدها ويسير أمامها في الحياة الروحيّة. سوف يصبح في حياتك شخص يصلي لك. سوف يصبح في حياتك شخص يعطيك مشورة روحيّة. وهناك خطر عدوى الضعف الروحي في حياة الأزواج. لذلك يجب أن يكون الأزواج صاحين ومتعاهدين من البداية على مجد الرّب أولا
ثانيا. الزواج له تأثير على خدمتك الروحيّة
الزواج سوف يعطيك خدمة جديدة، وهي دعم وتشجيع شريكك في الحياة الروحيّة. سوف يصبح لديك معين في الخدمة الروحيّة. سوف تفتح أمامك فرص جديدة للخدمة بحسب الوضع الزوجي. مثال أكيلا وبريسكلا – “وَابْتَدَأَ هذَا يُجَاهِرُ فِي الْمَجْمَعِ. فَلَمَّا سَمِعَهُ أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِّلاَ أَخَذَاهُ إِلَيْهِمَا، وَشَرَحَا لَهُ طَرِيقَ الرَّبِّ بِأَكْثَرِ تَدْقِيق.” (اع 18: 26)
ثالثا. الزواج والتأثير الروحي في الكنيسة
قوّة الكنيسة هي في عائلاتها. العائلات القويّة تستطيع أن تشهد وتخدم وتتحمل المسؤولية في الكنيسة. أن توجد علاقات قويّة بين رجال الكنيسة، وعلاقات قويّة بين نساء الكنيسة، وعلاقات قويّة بين أولاد الكنيسة أمر أساسي في الحياة الكنسية. الكنيسة في بيت أكيلا وبريسكلا – “تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ كَنَائِسُ أَسِيَّا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ كَثِيرًا أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِلاَّ مَعَ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا.” (1كو 16: 19)
رابعا. الزواج وتحضير جيل جديد يحمل مشعل الإنجيل
إنجاب الأولاد وتربية الأولاد بخوف الرّب هو ثمرة الزواج ذو البعد الروحي. “لاَ نُخْفِي عَنْ بَنِيهِمْ إِلَى الْجِيلِ الآخِرِ، مُخْبِرِينَ بِتَسَابِيحِ الرَّبِّ وَقُوَّتِهِ وَعَجَائِبِهِ الَّتِي صَنَعَ… لِكَيْ يَعْلَمَ الْجِيلُ الآخِرُ. بَنُونَ يُولَدُونَ فَيَقُومُونَ وَيُخْبِرُونَ أَبْنَاءَهُمْ، فَيَجْعَلُونَ عَلَى اللهِ اعْتِمَادَهُمْ، وَلاَ يَنْسَوْنَ أَعْمَالَ اللهِ، بَلْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ.” (مز 78: 4-7) “وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ.” (أف 6: 4)
عائلة في الإيمان تربي أولاد في الإيمان. مريم أم مرقس وبيتها المفتوح لاجتماعات الصلاة وكيف أخرج الرّب خادمًا من تلك العائلة هو البشير مرقس. “ثُمَّ جَاءَ وَهُوَ مُنْتَبِهٌ إِلَى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ، حَيْثُ كَانَ كَثِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ.” (اع 12: 12) أيضًا، مثال أفنيكي أم تيموثاوس. “إِذْ أَتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ أَوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ أَفْنِيكِي، وَلكِنِّي مُوقِنٌ أَنَّهُ فِيكَ أَيْضًا.” (2تيم 1: 5)
.في الختام، الزواج هو بركة في حياة الشاب المؤمن إذا أحسن خياره ووضع زواجه في مشيئة الرّب
الزواج المبارك يكون بين مؤمن ومؤمنة، ويؤثر على حياتك الروحيّة، ويؤثر على خدمتك، ويؤثر على الكنيسة، ويؤثر على مستقبل الكنيسة