الرفقة في حياة الإنسان المؤمن

العالم الذي نعيش فيه يتجه نحو الانفرادية. المبادئ التي نتعلمها في عائلاتنا هي كيف نكون مستقلين وكيف نتكل على نفوسنا، وكيف نعيش من دون الحاجة إلى الآخرين. الإنسان يفتخر بأنّه مستقل وبأنّه لا يحتاج إلى أحد. وقد تنتقل هذه الانفرادية إلى الحياة الروحية. أحيانا تسمعون أشخاص يقولون:” أنا تجددت لوحدي”. مرّة كنت استمع إلى اختبار شخص ساعدته وأرشدته في حياته لعدة سنوات … لكن يقول “أنا تجددت لوحدي، لم يأتِ أحد ليبشرني

أو مثلًا قد تسمعون أشخاص يقولون: “أنا لوحدي قمت بهذه الخدمة … أنا لوحدي عملت هذا الفرض أو عملت هذه الطبخة أو هذا العمل”. من الجيّد أن يتكل الإنسان على نفسه، ولكن جيّد أيضا أن يدرك حاجته إلى لآخرين لأن الإنسان لا يقدر أن يعيش لوحده. والكتاب المقدس يتحدث دائما عن أهميّة الرفقة في حياة الإنسان وعن أهميّة الآخرين في حياتنا. الله يستخدم الأهل في حياة الأولاد. الله يستخدم أشخاص ليشجعوا بعضهم البعض في الخدمة وفي الكنيسة

.أرسل الله تلاميذه اثنين اثنين لكي يبشروا. الله يستخدم أشخاص في حياتنا لكي ننمو روحيّا أيضًا

حكيم الكتاب المقدّس، سليمان، تكلّم عن أهميّة الرفقة في حياة الإنسان. وعلى الرغم من أنّه في سفر الجامعة تحدث عن الكثير من الأمور الباطلة … لكنّه تحدث أيضا عن أمور مهمة وضروريّة في حياة الإنسان وبخاصة في حياة الإنسان المؤمن

اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ. أَيْضًا إِنِ اضْطَجَعَ اثْنَانِ يَكُونُ لَهُمَا دِفْءٌ، أَمَّا الْوَحْدُ فَكَيْفَ يَدْفَأُ؟ وَإِنْ غَلَبَ أَحَدٌ عَلَى الْوَاحِدِ يَقِفُ مُقَابَلَهُ الاثْنَانِ، وَالْخَيْطُ الْمَثْلُوثُ لاَ يَنْقَطِعُ سَرِيعًا” (جا 4: 9-12)

أولا. ما هي أهميّة الرفقة في حياة الإنسان؟

:بحسب الآيات في سفر الجامعة، الرفقة

أجرة أفضل ومكافأة أفضل في العمل، أي إنتاجية أكثر –

تكون سند في الضعف –

تكون دفء في البرد –

تكون قوّة في مواجهة التحديات -” الْمُعْتَزِلُ يَطْلُبُ شَهْوَتَهُ. بِكُلِّ مَشُورَةٍ يَغْتَاظُ.” (أم 18: 1) –

 ثانيا. ما هي نواحي الرفقة في حياة الإنسان؟

أصدقاء –

عائلة –

شريك حياة: هل تفتكر بشريك الحياة كرفيق؟ هل تنظر إلى أهميّة الزواج كرفقة درب الحياة؟ –

الكنيسة (العائلة الروحيّة) –

ثالثا. كيف تختار رفقة الحياة؟

“…المزمور الأوّل – “طوبى للرجل

طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً. 3فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ. لَيْسَ كَذلِكَ الأَشْرَارُ، لكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ. لِذلِكَ لا تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ، وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ. لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ

المزامير ٦٣:١١٩ رَفِيقٌ أَنَا لِكُلِّ الَّذِينَ يَتَّقُونَكَ وَلِحَافِظِي وَصَايَاكَ  

الأمثال ٢٠:١٣ اَلْمُسَايِرُ الْحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَرَفِيقُ الْجُهَّالِ يُضَرُّ

الأمثال ٢٤:٢٨ السَّالِبُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ وَهُوَ يَقُولُ: «لاَ بَأْسَ» فَهُوَ رَفِيقٌ لِرَجُل مُخْرِبٍ

كو الأولى 15: 33 لاَ تَضِلُّوا: «فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ

الأمثال ٣:٢٩ مَنْ يُحِبُّ الْحِكْمَةَ يُفَرِّحُ أَبَاهُ، وَرَفِيقُ الزَّوَانِي يُبَدِّدُ مَالاً

متى 10: 37 مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي

.الرفقة ستؤثر على حياتك، وبخاصة في حياتك كشبيبة، إذ الشاب يتأثر بمحيطه

رابعا. كيف تحافظ على رفقتك الروحيّة؟

ضع الرّب في صلب العلاقة، كيف أمجد الرّب في هذه العلاقة؟

المحبة: كما جاءت بحسب 1كو 13 –

القبول: وقبول الإنسان كما هو –

الاحترام: احترام فكر الآخر ورأي الآخر –

التضحية: لا تتوقع من الآخر، العلاقات الناجحة مبنيّة على العطاء وليس على الأخذ –

التنبّه من حب الامتلاك في الصداقة، أي أن تسيّر العلاقة بتفرّد في الآخر –

التنبّه من الاتكالية والاعتماد، أي أن يصبح الرفيق إلهًا في حياتك –

التنبّه من الاستغلاليّة أو حب السيطرة –

التنبّه من فرض المشورة، أو حبّ تعليم الآخرين بفرض فكرك ورأيك في الأمور –

وذلك علمًا بأن المشورة مهمّة في بعض الأحيان، إنما طريقة التعبير مهمّة لما تُعطى المشورة (أنا لو كنت مكانك لكنت فعلت …) وتخفيف النصائح وتركها للأمور الطارئة

إحفظ رجلك عزيزة واحترم خصوصية الآخر – “اِجْعَلْ رِجْلَكَ عَزِيزَةً فِي بَيْتِ قَرِيبِكَ، لِئَلاَّ يَمَلَّ مِنْكَ فَيُبْغِضَكَ.” (أم 25: 17) –

 في الختام، الرّب لا يريدنا أن نعيش في عزلة ووحدانيّة، بل الرّب خلقنا لنكون اجتماعيين ولنا علاقات ناجحة مع الآخرين

الشاب المؤمن يحتاج إلى رفقة في درب الحياة