«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، …. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.»
(متى 5: 38-42).
يجيب هذا المقطع على سؤال جوهري في حياة المؤمن: «إلى أي مدى يجب على المؤمن أن يتفادى الشرّ والانتقام؟» والجواب هو «إلى أقصى مدى». لقد تضمّنت شريعة العهد القديم القضائية (أي في المحاكم اليهوديّة في القديم) مبدأ «عين بعين وسن بسن». هذا المبدأ ليس للاستخدام الفردي بين الناس بل للقضاة الذين يحكمون بين الناس في المحاكم. ولكن الناس في العهد القديم راحوا يستخدمون هذا القانون في علاقاتهم مع الآخرين. وجاء تعليم المسيح لكي يصحّح هذه الممارسة الخاطئة. فالمؤمن بالمسيح لا ينتقم لنفسه ولا يقاوم الشرّ بالشرّ. وبالتالي يجب أن يكون مستعدًا أن يعيش بهذا المبدأ في كلّ الظروف ومع كلّ الناس، حتى لو لطمه أو أخذ ثوبه أو سخره أو حاول استغلاله. يتكرر هذا المبدأ في رسالة رومية، «لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ.» (رو 12: 19-21)