«هؤُلاَءِ بِالْمَرْكَبَاتِ وَهؤُلاَءِ بِالْخَيْلِ، أَمَّا نَحْنُ فَاسْمَ الرَّبِّ إِلهِنَا نَذْكُرُ. هُمْ جَثَوْا وَسَقَطُوا، أَمَّا نَحْنُ فَقُمْنَا وَانْتَصَبْنَا.»
(مز 20: 7-8)
يستخدم داود في هاتين الآيتين أسلوب المقارنة، وذلك كأنّه للتّشجيع قبل المعركة، فيقول انّ الأعداء يأتون بالمركبات والخيل، أي معتمدين على قوّتهم الذّاتيّة البشريّة للإنتصار، أمّا شعب الرّب فيعلنون اتّكالهم على الرّب، قائلاً «أمّا نحن فاسم الرّب إلهنا نذكر». ثمّ يتابع المقارنة ليعطي نتائج هذا الإتّكال، فيظهر أنّ من اتّكل على نفسه وقوّته ومركباته جثا وسقط، امّا شعب الرّب الذين اتّكلوا على الرّب قاموا وانتصبوا. وداود لا يتكلّم هنا عن مجرّد إحتمالات بعيدة لم يختبرها، بل نعرف أنّه عاش هذه الظّروف في الكثير من الأحيان، أهمها انتصاره المميّز على جليات الذي اتّكل على قوّته وجسده الضّخم، بينما اتكل داود على الرّب وحده فسقط جليات وانتصب داود. نحن كمؤمنين نعيش حروب ومشاكل كثيرة في هذا العالم، وخاصّة التّحدّيات الرّوحيّة والحرب مع إبليس. ولكن علينا أن ننتبه أنّه بقوّتنا لا نستطيع أن نواجه ولا أن ننتصر فيها، بينما إذا اتّكلنا على الرّب وتواضَعْنَا أمامه فستأتي النّصرة منه ويعود المجد للرّب وحده، فيؤول ذلك إلى المزيد من نموّنا في معرفة الرب والاتكال عليه أكثر فأكثر.