أَصْرُخُ إِلَى اللهِ الْعَلِيِّ، إِلَى اللهِ الْمُحَامِي عَنِّي.
يُرْسِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَيُخَلِّصُنِي. عَيَّرَ الَّذِي يَتَهَمَّمُنِي. سِلاَهْ. يُرْسِلُ اللهُ رَحْمَتَهُ وَحَقَّهُ.
(مز 57: 2-3)
تقول مقدمة المزمور 57 : «مُذَهَّبَةٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا هَرَبَ مِنْ قُدَّامِ شَاوُلَ فِي الْمَغَارَةِ.» لقد كان شاول ممسوحًا ملكًا على اسرائيل ولكنه لم يكن قد استلم الحكم بعد، لأن وقت عزل الله لشاول عن الحكم لم يكن قد حان بعد. وهو في وضعه هذا، هارب من شاول الذي يريد قتله حتى لا يكون ملكا من بعده، نراه يطلب الرحمة والحماية من الرب! لماذا لم تتذمّر يا داود على الرب الذي اختارك لتكون ملكا على شعبه؟ لماذا لم تلمه على وضعك هذا في هروبك من شاول الذي يريد قتلك؟ بل على العكس صليت في هذه المغارة طالبا الحماية والرحمة من الرب! ومن أين لك كل هذه الثقة أن الله سيسمع لتضرعك ويرسل من السماء لكي يخلّصك؟ والجواب ببساطة هو أن داود تمتّع بنكران للذات أمام الرب جعله يدرك أن لا شيء منه ولا شيء له، بل الكل من الرب وللرب، وبالتالي مهما كان الوضع الذي هو فيه فالرب معه يسمع ويستجيب لطلباته. فهل نتمتع بهذا المقدار من نكران الذات في علاقتنا مع الرب، فنعيش بثقة تامة بنعمة ورحمة إلهنا ومحبته لنا وعنايته لنا في كل الظروف مهما بدت قاسية ومهددة لحياتنا؟