الخميس 27 آب 2020

لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحاً لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ
(أف 4: 29)


هذه الآية تجعل المؤمن أمام تحدٍّ كبير، فالرب يطالب المؤمنين من خلالها بضبط ألسنتهم، وألا يتفوهوا إلا بالكلام النافع للبنيان فقط. ربما يفتكر المؤمن أن الكلمة الرديّة هي فقط الكلمات المبتذلة مثل الشتائم والكلمات النابية، فيشعر حيال ذلك أن هذه الآية لا تعنيه إذ هو لا يتفوه بهذه الكلمات. لكن كلمة رديّة هنا أتت بمعنى كل كلمة غير صالحة للبنيان، أي كل كلمة هدامة تترك تأثيراً سلبياً في حياة المستمع. لذلك على المؤمن أن ينتبه جداً لكلامه، هل يعطي نعمة للسامعين أم لا؟ كما عليه أن يتذكر أيضاً أن كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أما الضابط شفتيه فعاقل. فلا ينبغي علينا أن نتفوه بكلام دون أن نفكّر بتأثيره على المستمع، ففحص الكلام قبل أن نتفوه به، لا يحفظنا فقط من هدم الآخرين، بل يساعدنا على انتقاء الكلمات الممسوحة بالنعمة النافعة للبنيان.