فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ، إِلَى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ. (رو 5: 1-2)
ما أعظم هذا الامتياز الذي يتمتع به المؤمن بالإيمان، فأن يكون مقيما في نعمة إلهنا المبارك، لهو بركة ما بعدها بركة، وامتياز ما بعده امتياز. تضع أمامنا الآية الثانية حقيقة مهمة جدا ولكن غالبا ما يكون المؤمن معرضا لنسيانها وسط المشاكل والمصاعب التي تعترض طريقه. ما معنى أن يكون المؤمن مقيما في النعمة؟ والجواب بكل بساطة هو أنه مقيم في محضر الآب، وجالس في الأحضان الأبوية، وبالتالي يتمتع بكل الامتيازات البنوية والنعمة الإلهية التي لم يكن يستحقها أصلا. مقيمٌ في النعمة أي يتمتع بامتياز الشركة مع الرب في كل لحظة مهما كان وضعه ومهما كانت نظرته لنفسه. لا يهم كيف تنظر الى نفسك أيها المؤمن، لأن الأهم من ذلك هو نظرة الرب لك وقبوله لك بواسطة النعمة الإلهية. وهذا الامتياز يساعد المؤمن دائما حتى يرفع أنظاره نحو العلاء ويفرح ويفتخر بما ينتظره من أمجاد سماوية ورجاء أبدي. والسؤال الذي يجب أن نسأله لأنفسنا: ما مقدار ادراكنا للامتيازات التي تقدمها لها حقيقة أننا مقيمون في النعمة الإلهية؟