لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!
(عب 9: 24-26).
يشير الكاتب في هذه الآيات الى طقسين كانا يمارسان من قبل اللاويين لتأمين الطهارة الخارجية. الطقس الأول كان من خلال الذبيحة الاسترضائية في يوم الكفارة. والطقس الثاني كان من خلال ذبيحة البقرة الحمراء. فما كان يجري في يوم الكفارة كان لمعالجة النجاسة على صعيد الأمة ككل، أما في ذبيحة البقرة الحمراء فالنجاسة الفردية كانت محور الفريضة. وكلاهما كانا للتطهير، ولكن تطهير «الجسد»، أي كانا يعالجان مسألة الطهارة الخارجية. فكانا يزيلان الدنس الخارجي ويقدمان طهارة خارجية. ولكن حاجة الإنسان الخاطئ هي أعمق بكثير من مجرّد الخارج. هناك حاجة كبيرة للطهارة على صعيد الضمير وهذه الحاجة هي روحية أكثر منها مادية. ولكي تُسدّد هذه الحاجة، كان يلزم تأمين ذبيحة إلهية ذات قيمة أكبر بكثير من الذبائح الحيوانية، ذبيحة المسيح بنفسه، ذبيحة الله الابن. وأمام هذه الحقيقة على المؤمن أن يتذكر دائما أن ضميره هو الذي يحتاج الى التطهير – وليس فقط السلوك الخارجي. فإذا كنت تحيا حياة مقبولة من الخارج، ولكن لا تعيش بضمير طاهر أمام الله، فإن علاقتك بالمسيح هي غير كاملة. لذلك، علينا وبشكل مستمرّ، أن نترك كلمة الله تبحث في دواخلنا، في أعماق أفكار القلب ونيّاته، فتطهّر ضمائرنا.