«فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ! دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هكَذَا؟» (2صم 16: 10)
لقد تعرّض داود للشتّم والسّب من قبل شمعي فكونه من عشيرة بيت شاول مُغتَاظٌ من مُلكِ داود، فكان رأي أحد رجال داود أن يعبر إليه ويقطع رأسه، أمّا داود فكانت ردّة فِعلِه غريبة إذ لم يحاول أن يُسكِتَه أو يُبَادِلَه بالشّر، بل قال «دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هكَذَا؟» وفعليّاً الله لم يقل لشمعي سبّ داود، ولكن الله سمح له بذلك، ولو أراد أن يُسكِتَه فهو قادر على ذلك، ولكن ربّما لأنّ داود مستحقّ أن يُوَبَّخ على أخطاءه، وَرُبَّما يريد الرّب أن يعلّم داود درساً من خلال شمعي. فالمؤكَّد أنّه لا يمكن أن تخرج كلمة من فم شمعي إلّا بسماح من الرّب وعلمه. لذلك داود ترك الأمر للرّب، فهو قادر على إسكاته إن أراد ومتى أراد، ولم يبادل الشّر بالشّر. إنّه تفكير صَعبٌ في هكذا ظرف، ولكن فكر يجب أن نتحلّى به نحن لكي نتفادى مشاكل كثيرة تواجهنا، فلا نظنّ أنّنا بقوّتنا نواجه شرور العالم، فمن حقّنا أنا ندافع عن أنفسنا ولكن ليس بالشّر. فالرّب أوصانا ألّا نجازي أحد عن شّر بشّر، بل نترك له النّقمة وهو الذي سيجازي.