« حِينَمَا تَرَجَّيْتُ الْخَيْرَ جَاءَ الشَّرُّ، وَانْتَظَرْتُ النُّورَ فَجَاءَ الدُّجَى.»
(أي 30: 26)
قد تستمرّ الضّيقات في حياتنا وتطول، فتتعبنا ونشعر أنّنا بحاجة أن تنتهي وأنّنا نريد أن نعود لحياة طبيعية خالية من المشاكل والضّيقات، فنصرخ إلى الله ليتدخّل وينتشلنا من الشّبكة التي نحن فيها، ولكن قد نرى أنّ الأمور تزداد سوءً، وأنّ المشاكل بدل من أن تحلّ تزداد وتأتي مشاكل أخرى فوقها، فيزيد الضّيق ضيقاً والمصاعب صعاباً. أولم يسمعنا الله؟ ألا يشعر بما نمرّ به؟ ألا ينتبه إلى تجربتنا؟ هذا ما حصل مع أيّوب الذي أتت المصائب لحياته الواحدة تلو الأخرى، وحيث كانت الضّربات تأتي كان يتوقّع بعدها الفرج، لكن كانت تأتي ضربات أخرى فيأتي الشّر بدل الخير والدّجى، أي الظّلام، بدل النّور. ولكن ألم يكن الله حينها؟ أو لم يعلم الله بما كان يمرّ به؟ بلى كان وعلم، وفي النّهاية كانت التّجارب التي مرّ بها أيّوب للمنفعة الرّوحيّة له وللبركة في حياته. فكلّ تجربة نمرّ بها ليست خارجة عن سيطرة الله، ومهما طالت أو ازدادت بدل من أن تحلّ، فللرّب مقاصد صالحة ضمنها ومنفعة كبيرة لحياتنا وخاصّة الرّوحيّة، ولكن لنتعلّم أن ننتظر الرّب وأن نثق بصلاحه، فنحيا بسلام وسط الضّيق منتظرين البركات المعدّة من الرّب لنا.