«لَيْسَ مِثْلَ اللهِ يَا يَشُورُونُ. يَرْكَبُ السَّمَاءَ فِي مَعُونَتِكَ، وَالْغَمَامَ فِي عَظَمَتِهِ.»
(تث 33: 26)
إن ما نقرأه في هذه الآية هو جزء من خطاب موسى الأخير قبل صعوده لجبل نبو ليموت هناك. أعطى الرّب موسى هذه الكلمات لكي يشدّد شعبه ويعطيهم رجاء. هو يستخدم كلمة «يشورون» ليشير لشعبه في العهد القديم. كان موسى يريد من شعبه أن يتأكد أنّه عند موته سيكون الله معهم ويقودهم. لقد أراد موسى من شعبه أن يعرف أنّ حضور الله وتعاملاته معهم ليس من خلال موسى ولكنّه تعامل مباشر. فالله يستخدم المؤمنين ولكن الله لا يحدّ بخدّامه. ولذا يستودع موسى شعبه ليدي الرّب المحب. هو يقول لهم أنّ «ليس مثل الله». فهو الإله الصادق والأمين والقدير والمحّب الذي دعاهم من مصر وأيّدهم وسدّد حاجاتهم في البريّة. هو الإله الذي يشبهه براكب على السماء و السحب والغمام، مسرعا وغير متوانّ لكي يعين شعبه. فالرّب هو من يعين أولاده في العالم وهو لا يتأخر في فعل ذلك. ما اعظم هذا الامتياز، الذي فيه يستطيع المؤمن أن يقول بثقة: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟» (عب 13: 6). ولدينا النموذج من العهد القديم كيف اعان الله شعبه بالحماية والرعاية وتسديد الحاجات وكل ما يلزم للحياة في البريّة. وعندما يتدخّل الرّب في حياة أولاده يتدخّل «بعظمته». هو يحضر بجبروته في حياتنا لكي يعيننا. عليك كمؤمن أن تثق بالرّب وتلجأ لحمايته لأن ليس مثل الرّب الهنا الذي يركب السماء لمعونتك والغمام بعظمته.