«نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ»
(رؤ 11: 17)
هذه هي صرخة القديسين المبرّرين بدم المسيح أمام عرش الله القدير. إنّها صرخة الشكر من أجل تدخل الله الجبار لصنع الخلاص وإخضاع الشرير المتمرّد وكل قوّة الشر. وما هي مشكلة عالمنا؟ إنّها الإبتعاد عن الرب. وما هو سبب مشاكلنا الشخصيّة وتعبنا وهمّنا؟ إنّه انحراف قلوبنا وراء العالم واشتهاؤنا لشروره وإنشغالنا بأعماله. إن أساس مشاكلنا واضطراباتنا هو عدم امتلاك المسيح لحياتنا كليا. وأمّا الراحة الحقيقيّة فتكمن في ملك المسيح الكامل على حياتنا. وهذا ما أدركه القديسين في السماء وشكروا الرب من أجله قائلين «نشكرك..لأنّك أخذت قدرتك العظيمة وملكت» إن الملك هو شخص سيّد على مملكته. وإن كانت حياتنا هي المملكة وربنا يسوع هو الملك فهو له الحق أن يكون سيداً على كل أجزاء وأقسام وفروع حياتنا. ما يجب أن ينتبه إليه المؤمن هو أن مُلك المسيح لحياته لا يمكن أن يكون منتقصاً إذ إن المُلك المنتقص ليس مُلكاً حقيقياً. وإن كان القديسون في السماء قد أدركوا أهميّة مُلك المسيح فعلينا نحن اليوم أن نعطيه هذا الحق على حياتنا.