«فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطًا وَأَطْيَابًا. وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ.»
(لو ٢٣: ٥٦)
بعد أنْ نَظَرْن قَبر المسيح وَكَيف وُضِع جَسَده ذهبت المريمات إلى بيوتهنّ وأعددن الحنوط قبل أن يأتي السّبت يوم الراحة حيث لا يمكنهنّ إعداد الحنوط، وفي ذلك الوقت كنّ يفكّرن في تكفين جسد الرب كما العادة عندهن، وهذا كان مخطّطهنّ الوحيد لتلك اللّيلة التي رأوا فيها جسد المسيح ميت وموضوع في القبر، فلم يعرفن في تلك الليلة أنهنّ لن يجدن المسيح بعد السّبت، وأنهن تَعِبنَ في إعداد الحنوط لكنهن لن يستعملنها، وأنّ الله عنده مخطّط آخر قد سبق وأعلن عنه بالنبوّات، كما أعلنه المسيح لمرّات عديدة لتلاميذه. فقدّوس الله لن يرى فساداً، وربّ الحياة غلب الموت، وتلك النّساء ذهبن في الصّباح حزينات وحاملات الحنوط التي أعددنه، ولكن في العودة حملن أعظم خبر وأجمل بشرى، فالمسيح قام وقبره فارغ، وحدث قيامته هو أعظم معجزة في التّاريخ البشري. معجزات الرّب القدير قد لا تتوقّعها قبل وقتها، ولكن مهما بدت الأمور صعبة عليك، ومهما سبّبت لك الحزن، فإلهنا صانع المعجزات سيتدخّل بحسب مشيئته ومخطّطه الصّالح لحياتنا ويغيّر الأمور بذراع قديرة حتّى الموت لم يقف في وجهها.