«وَلِمَنْ أَقْسَمَ: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ»، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ 19فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ.»
(عب 3: 18و19)
هناك ارتباط تام بين الطاعة والإيمان في حياة الإنسان الروحيّة. فشعب العهد القديم الذي يتحدّث عنه في النصّ أعلاه لم يستطع أن يدخل أرض الموعد لأنّهم لم يطيعوا. فقد أخرجهم الرّبّ بقوّة من مصر مظهرا قوّته وسلطانه وجبروته بالضربات العشر في أرض مصر وفي شق البحر الأحمر وعبورهم فيه. ولكنّهم لما وصلوا إلى مشارف أرض الموعد أرسلوا جواسيس إلى الأرض وأدركوا أنّ سكان الأرض أقوياء فخافوا منهم، وفقدوا إيمانهم والثقة بالرّبّ. هم لم يستطيعوا أن يدخلوا بسبب عدم الإيمان لقد كان للإيمان في حياتهم التأثير الأوّل على الطاعة. فالطاعة والإيمان يسيران جنبا إلى جنب في الحياة الروحيّة. فنحن نحتاج إلى الإيمان أيّ الثقة بالرّبّ لكي نطيعه ونسير معه في كلّ مواقف حياتنا، أن نثق بمحبّته وصلاحه وقدرته ومخطّطه. ولكي يسهّل الرّبّ لنا عمليّة الثقة به أعطانا كلمته الثابتة التي فيها نقرأ عن تعاملاته في الماضي وتعاملاته في الحاضر ونبوّاته وثبات مخطّطه ووضوحه. لقد أعطانا الرّبّ كل ما نحتاجه لكي نثق به ونطيعه، ويبقى علينا نحن أن نؤمن به ونطيعه في كلّ يوم من حياتنا لكي نختبر الراحة.