فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.
وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ.
(مر 15: 37-38).
إن روعة الحياة الروحية هي عندما يدخُل المؤمن إلى محضَر الله ويعيش أمامه، كما قال كاتب المزمور 16 أمامك شِبع سرور.. عندما سفك يسوع دمه على الصليب حامِلاً عارنا واسلم الروح، كرَّسَ طريقاً جديداً لنا بدمِه لكي نكون في محضَر الله مُباشرة، ونتمتَّع بشخصِه.
فجوهَر الرسالة المسيحية هو الله نفسه ومُتعة الحياة في محضَره. لكن لماذا نفشَل أن نعيش في محضَر الله بإستِمرار طالما انشق الحِجاب؟
إن الجواب على ذلك نختَصِره بحياة الأنا. إن الأنا هي عندما نجعَل نفوسنا محوَر الحياة، فنشعُر إننا مُكتفين بذاتِنا، معجبين بذاتنا، بل نُحِب ذاتنا ونُبرِّر لذاتِنا فتُصبِح ذاتُنا حجاباً داخِلنا يمنعنا من الدخول الى محضَر الله. إن الأنا هي الحِجاب الذي يحجُب وجه الله عنا، ولا يمكن أن يزول هذا الحجاب داخِلنا إلا من خلال كسر الأنا وتواضُعها. ومع أن ذلك سيكون مؤلِماً بالنسبة لنا تماماً كألم الصليب، ولكنه الطريق الوحيد لنتمتع بمحضر الله والسرور أمامه.