الخدمة الإرساليّة بمثال المسيح

الخدمة الإرساليّة هي خدمة مباركة جدّا. خلال السنة الماضية، أقبل آلاف الناس إلى المسيح وتغيرت حياتهم بقوّة الإنجيل. مسرة قلب الله هي الخلاص. ومسرة قلب الله هي أن يستخدم أولاده لنشر إنجيله ويستخدم كنائسه لمهاجمة أبواب الجحيم وانتشال النفوس الهالكة من يد إبليس. الخدمة الإرسالية هي من أهم خدمات وأعمال الكنيسة. ولكي تكون الخدمة الإرساليّة في الكنيسة ناجحة، يجب أن تكون خدمة إرساليّة بمثال المسيح. لكي تنجح الكنيسة في خدمتها الإرساليّة، يجب أن تقوم بالخدمة الإرساليّة بمثال المسيح.  لكي تحقق الكنيسة قصد الله في نشر الإنجيل في العالم، يجب أن تعمل عملها بمثال المسيح. فالخدمة الإرساليّة ليست فكرة بشريّة. ولكنّها مخطط الله لخلاص للعالم. فالرّب حريص جدّا على عمله، وواضح جدّا في توجيهاته. ومباشرة بعد قيامة الرّب يسوع المسيح من الأموات، صبّ كل اهتمامه في تعليم وتوجيه الرسل للخدمة الإرساليّة. وأهمّ ما أعلنه لهم هو أن لكي ينجحوا في خدمتهم الإرساليّة يجب أن يقوموا بها بمثاله

فما هي متطلبات العمل الإرسالي ونتائجه؟

على هذا السؤال أجاب يسوع بآية واحدة سوف نبحر فيها، مستخدمين عدّة شواهد أخرى من كلمة الرّب. هذه الآية موجودة في اللقاء الأوّل بين المسيح وتلاميذه بعد القيامة. هناك في العليّة كلّم يسوع تلاميذه بكلمات تشكل أساس خدمتنا الإرساليّة. نقرأ من إنجيل يوحنا 20: 21 “فقال لهم يسوع أيضا: “سلام لكم! كما أرسلني الآب أرسلكم أنا”. بهذه الكلمات أعلن الرّب لتلاميذه عن أعظم مهمّة يريدهم أن ينجزوها في العالم. بهذه العبارة لخّص الرّب يسوع المسيح “متطلبات الخدمة الإرساليّة وتأثيراتها”. لقد أعلن المسيح لتلاميذه عن متطلبات الخدمة الإرساليّة وتأثيراتها، أن ننفّذ المأموريّة العظمى بمثال الرّب يسوع المسيح. كما أرسلني الآب، أرسلتكم أنا. ما هي متطلبات الخدمة الإرساليّة؟

أولا. فكر المسيح

المطلب الأساسي للخدمة الإرساليّة هو أن يكون لنا فكر المسيح. فالعمل الإرسالي ليس فكرتنا أو خطتنا بل فكره ومخططه. فبعد أن أنجز يسوع الفداء العظيم على الصليب، صمم أن ينشر الإنجيل بواسطة شهادة الرسل والكنيسة. هو طلب منّا أن نذهب إلى العالم أجمع وأن نكرز بالإنجيل للخليقة كلّها هو طلب منّا أن نكون شهود لعمله العظيم. المأموريّة العظمى هي أمر من الرّب لنا، وتتطلب منّا أن يكون لنا فكر المسيح. يجب علينا أن نهتمّ بالعمل الإرسالي لأنّ هذه هي حكمة الله لخلاص النفوس. “كيف يسمعون بلا كارز وكيف يكرزون إن لم يرسلوا كما هو مكتوب ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات”. ليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع … أخلى نفسه وأخذ صورة عبد … وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب

ثانيا. قلب المسيح

.الدافع الأساسي وراء تجسد المسيح هو محبة الله. وراء تجسد المسيح وخلاصه هناك قلب الله النابض بالمحبة

هكذا أحب الله العالم … بذل ابنه الوحيد. عندما تسكن محبة الله في قلوبنا، يعطينا الله شوق لخلاص النفوس. لكي ننجح في الخدمة الإرساليّة، يجب أن يكون لنا قلب المسيح المحبّ. عندما تحب، تعطي وتضحي وتذهب. عندما تحب، تشعر مع الآخر. عندما تمتلئ من محبة المسيح، تفيض للآخرين. عندما أرسلنا أحد إخوتنا إلى العراق، وعظت عظة بعنوان “محبة الله لشعب العراق”. شعرنا بمحبة الرّب لشعب العراق وامتلأنا بمحبة الرّب لشعب العراق. واليوم يوجد أناس مخلّصين من شعب العراق منتشرين في كل العالم بسبب تلك المحبة. قلبك جامد وقلبك أناني أيها الأنسان … صلِّ للرّب في كل يوم: أعطني قلبك ومحبتك وأحشاءك. كتب بولس للمؤمنين في فيلبي قائلا: “فإن الله شاهد لي كيف اشتاق إلى جميعكم في أحشاء يسوع المسيح” (في 1: 8) لكي ننجح في خدمتنا الإرساليّة نحتاج إلى قلب المسيح

ثالثا. عيون المسيح

نحن نهتمّ بما نرى ونلتهي بما نرى. وغالبًا ما يزول اهتمامنا عن العمل الإرسالي لأننا لا نرى العالم بعيون المسيح. لذلك طلب المسيح من تلاميذه قائلا: “ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول أنها قد ابيضت للحصاد” (يو 4: 35). علينا أن نرى الناس خطاة وبحاجة إلى لخلاص. علينا أن نرى الناس هم الحقول المحتاجة لعمل الله. علينا أن ننظر بالإيمان إلى عمل الله. يجب أن يكون للكنيسة رؤية بالإيمان لما يريد الرّب أن ينجزه في العالم من خلالها. نحتاج إلى عيون المسيح

رابعا. يدي المسيح

بيديه غسل المسيح أرجل تلاميذه، وبيديه الطاهرتين أنجز عمل الفداء. وما زال يسوع يعمل في خلاص الناس من الهلاك. هو الذي قال: “أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل …” وهذا ما قاله بولس الرسول: “نحن عاملان مع الله …”. في العمل الإرسالي نحن نعمل عمل الله. نحتاج إلى يدي يسوع الخادمتين لكي نتمم مسؤوليتنا الإرساليّة. الكنيسة الإرساليّة فيها أشخاص أمناء في الخدمة لبعضهم ولكنيستهم. وهي كنيسة تخدم الآخرين. الخدمة الإرساليّة هي تطويل لليدين. أنت لا تقدر أن تصل إلى الناس في هولندا ولكنّك من خلال الخدمة الإرساليّة تدعم مرسل يوصّل الإنجيل للعرب في هولندا. يدي المسيح تريد أن تصل إلى الناس في مختلف المجتمعات. أريد أن أخدم العالم بيدي المسيح

خامسا. رجلي المسيح

نحتاج إلى رجليْ المسيح المستعدة للذهاب أينما كان لتوصيل بشارة الإنجيل. “ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام” … لتذهب وتبحث عن الخطاة. أرجل تفعل مشيئة الرّب. الأرجل تشير إلى الاستعداد. “حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام”. رجلي شاول الطرسوسي كانت تأخذه للشر قبلًا ولكن عندما تجدد أخذته رجلاه لحمل الإنجيل إلى آسيا وأوروبا ليحمل خبر الخلاص للناس المحتاجة. أعطني رجليك يا رب لكي أذهب حيثما تشاء

سادسا. قداسة المسيح

ماذا يقتل عمل الله في حياتنا؟ الخطيّة. ماذا يقتل الأشواق الروحيّة؟ الخطيّة. القداسة هي مطلب أساسي للخدمة الإرساليّة. لكي يكون الإناء نافع لخدمة السيد عليه أن يكون إناء مقدسا. قداسة الله تتطلّب توبة الإنسان. قداسة الله تتطلّب منّا أن نكون أنقياء لكي يستخدمنا

سابعا. رسالة المسيح

قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (مر 1: 15) الإنجيل المخلّص للعالم. هناك قوّة بكلمة الله. هناك ضرورة للأمانة لكلمة الله. المسيح أعطانا الرسالة وأوكلنا عليها. نحن مؤتمنين على الإنجيل لكي ننقله بحقّ. المساومة هي كلمة العصر

ثامنا. تضحية المسيح

لقد بذل يسوع نفسه على الصليب ليخلصنا، تضحية من أجل الوحدة الكنسيّة. تضحية بتقديم ذاتنا على مذبح التكريس – هل أنت مستعد أن تضحي بأولادك ليكونوا مرسلين وخدام للرّب؟ تضحية بمالنا لعمل الرّب – هل أنت مستعد أن تضحي بمالك وتتعهد للخدمة الإرساليّة؟ ثق بأنّ بركة العطاء تحلّ على لكنيسة وعلى المعطاء

تاسعا. قوّة المسيح

لكنكم ستنالون قوّة متى حل الروح القدس عليكم وتكونوا لي شهودا”.” امكثوا في أورشليم إلى أن تلبسوا قوّة من الأعالي …” هو وعد بالقوّة. الروح القدس مرسل لأجل القوّة الروحيّة. “يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة …” (اع 10: 33). أن نعيش الحياة بملء بالروح القدس، هذه هي قوة المسيح

عاشرا. رجاء المسيح

رأى المسيح جموعا مخلصة من كل قبيلة وأمة وشعب ولسان. الخدمة الإرسالية هي أن ننظر للرجاء الأبدي الموضوع أمامنا ونعطي الرجاء للعالم برسالة الإنجيل. “الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا. أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن أن يرى نسلا تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح”.” ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا”. هذه هي البركات للعالم، والبركات الأبديّة، والبركات على المؤمن والكنيسة

.في الختام،الخدمة الإرساليّة ليست مسألة نجاح أو فشل

الخدمة الإرساليّة مضمونة النجاح عندما نفعلها بمثال الرّب يسوع المسيح