عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ،
(تي 1: 2)
إن قوة وعود الله مُرتَبِطة بطبيعته وشخصِه إذ هو مُنزَّه عن الكَذِب. وذلك يعني أن الله لا يُمكِنَّه أن يكذِب، أو يُغيِّر في كلامه لأنه بذلك يُنكِر نفسَهُ وبالتالي لا يكون الله، فليس الله إنساناً فيكذِب، ولا إبن إنسان فيندَم (عدد 23: 19) على عكس إبليس الذي هو كذاب وأبُ كُل كذاب. فلو كان إبليس شخصاً لما كنت تُريد أن تكون قُربَهُ لأنَهُ سيقول لك أن تفعَل أمراً ما وعندما تفعَله ستشعُر بخطيئتِك وتتألَّم بسبب الخِداع الذي تعرَّضت لهُ. نعيش في مُجتَمَع مليء بالكذِب تعرَّضنا فيه للكذِب والخِداع مراراً كثيرة، ورُبما قُمنا نحنا أنفُسنا بالكذِب، لذلك من الصعِب علينا أن نتخيَّل إنساناً لا يكذِب أو أن نضَع ثقة عمياء بإِنسان ما. ولكِن عندما ننظُر إلى حياة يسوع نقرأ عنهُ التالي: «الذي لم يفعَل خطية، ولا وُجِد في فمِه مكرٌ» (1 بط 2: 23) فالرب يسوع مُختَلِف ولذلِك كُل وعود الله الآب لنا ستَتُم من خلاله لأن مهما كانت مواعيد الله فهو (يسوع) فيه «النَّعم» وفيه «الآمين» (2 كو 1: 20) لذلك بإمكاننا أن نثِق به اليوم أكثر ولا نخاف في عالَم نعيش فيه بضيق، فهو الذي قال ثقوا أنا قد غلبت العالم. وبما أنه مُنزَّه عن الكذِب نقدِر أن نتأكَّد من دوافِعه تجاهَنا، فدوافِعه طاهِرة وهو يُريد لنا الخير. هو إله صالِح يُحِبُنا بلا شروط ولا يُمكِنَه إلا أن يفعَل الصلاح في حياتنا.