«اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلاَّ فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.»
(متى 6: 1)
إن المساعدة الماديّة للآخرين هي جزء من حياة المؤمن. الرّب يضع في طريق المؤمن فردًا أو عائلة تمرّ في ظروف صعبة وبحاجة لسند مادي في وقت معيّن. ويضع الرّب على قلب المؤمن أن يسدد هذه الحاجة. في هذا الوضع يكون المؤمن الوسيلة التي يريد الرب أن يستخدمها. بمعنى آخر يصبح المؤمن في هذه الحالة قلب الله المحبّ ويدّ الله المعينة التي تساند هذا الفرد أو تلك العائلة. ولكي تكون هذه الخدمة مرضيّة ومقبولة أمام الله يجب أن تكون بحسب قلب الله. لذا فإن الدافع والأسلوب لهذه الخدمة يجب أن يكونا بحسب توجيهات الرّب. فإن كان دافع المؤمن من خلال صَدَقَته أن يظهر نفسه ويبرهن عن ارتفاع روحياته ويقارن نفسه بالمؤمنين الآخرين، فهذا الدافع هو خاطئ. وإن كان أسلوبه أن يصنع صَدَقَته بالعلن لكي يظهر للآخرين، فهذا الأسلوب هو أيضًا خاطئ. إن الصَدَقَة هي أن يساعد المؤمن الآخرين مما أعطاه إياه الرّب لكي يعود كلّ المجد للرّب وحدَه وينمو الآخر بعلاقته مع الرّب. وعندما يفعل المؤمن هذا بدافع وأسلوب صحيحين، فهو حتمًا سينال البركة والأجر من عند الرّب.