الجمعة 7 آب 2020

«بَطِيءُ الْغَضَبِ كَثِيرُ الْفَهْمِ، وَقَصِيرُ الرُّوحِ مُعَلِّي الْحَمَقِ.» (أم 14: 29)


إن‭ ‬الغضب‭ ‬هو‭ ‬مشكلة‭ ‬المشاكل‭. ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الغضب‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬الحلّ‭ ‬لكل‭ ‬المشاكل‭. ‬فالغضب‭ ‬مرتبط‭ ‬بالجهل‭ ‬والحمق‭. ‬فالغضوب‭ ‬هو‭ ‬إنسان‭ ‬جاهل‭ ‬وغير‭ ‬واقعي‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وينقصه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬والفهم‭ ‬والمعرفة‭. ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬أحمق‭ ‬في‭ ‬تصرفاته‭ ‬وردات‭ ‬فعله،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬به‭ ‬الأمر‭ ‬للتورّط‭ ‬في‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات‭. ‬وكلما‭ ‬ارتفع‭ ‬منسوب‭ ‬الغضب‭ ‬عند‭ ‬الإنسان‭ ‬كلما‭ ‬ارتفع‭ ‬منسوب‭ ‬الحمق‭. ‬وأما‭ ‬بطيء‭ ‬الغضب‭ ‬فهو‭ ‬كثير‭ ‬الفهم‭. ‬لأن‭ ‬هدوء‭ ‬النفس‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الغضب‭ ‬تعطي‭ ‬فرصة‭ ‬للإنسان‭ ‬لكي‭ ‬يفكّر‭ ‬ويقيّم‭ ‬الأمور‭ ‬ويستشير‭ ‬ويضطلع‭ ‬على‭ ‬الوقائع‭ ‬ويتعامل‭ ‬مع‭ ‬الحقائق‭. ‬يتحدث‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬الغضب‭ ‬المقدّس،‭ ‬ويستشهدون‭ ‬بما‭ ‬فعله‭ ‬الرّب‭ ‬يسوع‭ ‬المسيح‭ ‬في‭ ‬الهيكل‭. ‬إنّ‭ ‬الرّب‭ ‬يسوع‭ ‬في‭ ‬الهيكل‭ ‬لم‭ ‬يتصرف‭ ‬بغضب‭ ‬ولكنّه‭ ‬تصرّف‭ ‬مع‭ ‬الحيوانات‭ ‬بما‭ ‬يليق‭ ‬بها‭ ‬وتصرّف‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬كما‭ ‬يليق‭ ‬بهم‭ ‬أيضا‭. ‬ولكن‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬تقرأ‭ ‬النصّ‭ ‬جيّدا‭. ‬قد‭ ‬يشعر‭ ‬الإنسان‭ ‬بالغضب‭ ‬تجاه‭ ‬الظلم‭ ‬والشر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يتعدى‭ ‬ذلك‭ ‬الشعور‭ ‬الوقتي‭ ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬بطول‭ ‬أناة‭ ‬للاعتماد‭ ‬على‭ ‬الرّب‭ ‬والتسليم‭ ‬له‭ ‬وطلب‭ ‬مشيئته‭ ‬وإرشاده‭.‬