«بَطِيءُ الْغَضَبِ كَثِيرُ الْفَهْمِ، وَقَصِيرُ الرُّوحِ مُعَلِّي الْحَمَقِ.» (أم 14: 29)
إن الغضب هو مشكلة المشاكل. والسيطرة على الغضب هو أساس الحلّ لكل المشاكل. فالغضب مرتبط بالجهل والحمق. فالغضوب هو إنسان جاهل وغير واقعي في الحياة، وينقصه الكثير من الخبرة والفهم والمعرفة. وهو أيضا أحمق في تصرفاته وردات فعله، مما يؤدي به الأمر للتورّط في المزيد من المشاكل والأزمات. وكلما ارتفع منسوب الغضب عند الإنسان كلما ارتفع منسوب الحمق. وأما بطيء الغضب فهو كثير الفهم. لأن هدوء النفس والسيطرة على الغضب تعطي فرصة للإنسان لكي يفكّر ويقيّم الأمور ويستشير ويضطلع على الوقائع ويتعامل مع الحقائق. يتحدث الكثير من الناس عن الغضب المقدّس، ويستشهدون بما فعله الرّب يسوع المسيح في الهيكل. إنّ الرّب يسوع في الهيكل لم يتصرف بغضب ولكنّه تصرّف مع الحيوانات بما يليق بها وتصرّف مع الناس كما يليق بهم أيضا. ولكن الناس لا تقرأ النصّ جيّدا. قد يشعر الإنسان بالغضب تجاه الظلم والشر في العالم ولكن يجب ألا يتعدى ذلك الشعور الوقتي الذي يقوده بطول أناة للاعتماد على الرّب والتسليم له وطلب مشيئته وإرشاده.