«1فَرَفَعَتْ كُلُّ الْجَمَاعَةِ صَوْتَهَا وَصَرَخَتْ، وَبَكَى الشَّعْبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. 2وَتَذَمَّرَ عَلَى مُوسَى وَعَلَى هَارُونَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ لَهُمَا كُلُّ الْجَمَاعَةِ: «لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، أَوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هذَا الْقَفْرِ!» (عدد 14: 1و2)
إنّ التذمّر هو خطيّة أمام الرّب. وهي خطيّة شنيعة عندما تكون ضدّ الرّب ومشيئته. يحدث التذمّر في حياة شعب الرّب عندما يختبروا تحديات وتجارب خلال سيرهم مع الرّب. ولكن التحديات في مشيئة الرّب هي أمر طبيعي لأنّ المؤمن يحقق مشيئة الرّب في أرض العدو وفي عالم قد وضع في الشرير. فبعد أن خرج الشعب من مصر واجهته تجارب وتحديات ومخاطر، دفعته لينسى معجزات الرّب السابقة معه وقدرة الرب العظيمة ومشيئة الرّب الصالحة وبدأ بالتذمّر. إنّ التجارب في حياتنا كمؤمنين هي امتحان لإيماننا وثقتنا بالرّب في كافة الظروف. فالظروف الصعبة والاضطهادات والتحديات والتجارب سوف تواجه المؤمنين والكنائس الذين يريدون أن يكونوا في مشيئة الرّب. وتجاوب شعب الرّب مع هذه المصاعب تحدد مقدار الثقة بالرّب والفهم الصحيح لعظمة مشيئته. لقد تذمّر شعب الرّب في العهد القديم وفقدوا بركات كثيرة من حياتهم. وبالتالي يجب على شعب الرّب في أيامنا أن يتعلّم من اختبارهم لكي لا يقعوا في خطيّة التذمّر. على شعب الرّب أن يتذكّر عظائم الرّب معه دائما ويعيش حياة الشكر وعندما تبدو الظروف صعبة، على شعب الرّب أن يستند على وعود الرّب ويتذكّر امانته وقدرته ومعاملاته الماضية معه، وعليه أن يجتاز الظرف بثقة تامة بأنّ الرّب إلهه هو كلّي القدرة والحكمة والجبروت، ولا يمكن أن تسقط شعرة واحدة من رأسه دون علمه. لا ينبغي أن يكون التذمّر خيارًا في حياة المؤمن بل بالحري الشكر المستمرّ للرّب الذي يقودنا في طريق الغلبة.