اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا.
(يع 1: 2-3)
كتب يعقوب رسالته هذه لكي يبرهن لليهود أن الإيمان بشخص المسيح يعطي حياة أبدية وينتج عنه سلوك في القداسة والبر، وهذا السلوك أسمى من السلوك الذي ينتج عن الناموس. لذلك لا يمكن لأي إنسان أن يقول أنه مؤمن ولا تشهد أعماله عن ذلك. والتجارب التي يسمح بها الرب في حياة المؤمن (جوع فقر اضطهاد)، هي بمثابة امتحانات تختبر أصالة الإيمان ويستخدمها الرب من أجل نموه وتزكية إيمانه (ترقيته). والدعوة هنا من كاتب الرسالة هي لكي لا يتعجب المؤمن من هكذا ظروف تعترض حياته، بل على العكس عليه أن يفرح أنه يمرّ بها لأن الرب يقصد منها انعكاسات ايجابية على حياة المؤمن. وكأن المؤمن الذي يمر بهكذا تجارب يشبه الطالب الذي يذهب الى المدرسة أو الجامعة لكي ينتقل من درجة الى درجة أعلى من خلال الامتحانات التي يقوم بها. علينا اذا ألا نخاف من أي ظرف صعب بسمح به الرب في حياتنا لأن الرب يريد أن يجعل منا تلامذة أفضل في الإيمان، بل نتّكل عليه عالمين أننا دائما محمولون على الأذرع الأبدية.