الجمعة 3 كانون الثاني 2020

«وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.»

(تك 6: 8)

يوجد‭ ‬تشابه‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭ ‬اليوم‭ ‬وزمن‭ ‬نوح‭. ‬فالخطيّة‭ ‬كثرت‭ ‬جدّا‭ ‬في‭ ‬أيامنا‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬حدود‭ ‬لما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬شرّ‭ ‬وخطيّة‭ ‬وفساد‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬هذا‭ ‬الجو‭ ‬يوجد‭ ‬أقلّيّة‭ ‬باقية‭ ‬قد‭ ‬وجدت‭ ‬نعمة‭ ‬في‭ ‬عيني‭ ‬الرّب‭. ‬نوح‭ ‬وجد‭ ‬نعمة‭ ‬في‭ ‬عيني‭ ‬الرّب‭ ‬لأنّه‭ ‬كان‭ ‬رجلاً‭ ‬يسير‭ ‬مع‭ ‬الله،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نوحًا‭ ‬كان‭ ‬يتميّز‭ ‬بشركة‭ ‬شخصيّة‭ ‬مع‭ ‬الرّب‭ ‬ومهتمًّا‭ ‬بإرضاء‭ ‬الله‭. ‬وما‭ ‬يُظهر‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬هو‭ ‬إعلان‭ ‬الرّب‭ ‬له‭: ‬افَقَالَ‭ ‬اللهُ‭ ‬لِنُوحٍ‭: ‬انِهَايَةُ‭ ‬كُلِّ‭ ‬بَشَرٍ‭ ‬قَدْ‭ ‬أَتَتْ‭ ‬أَمَامِي،‭ ‬لأَنَّ‭ ‬الأَرْضَ‭ ‬امْتَلأَتْ‭ ‬ظُلْمًا‭ ‬مِنْهُمْ‭. ‬فَهَا‭ ‬أَنَا‭ ‬مُهْلِكُهُمْ‭ ‬مَعَ‭ ‬الأَرْضِ‭. ‬اِصْنَعْ‭ ‬لِنَفْسِكَ‭ ‬فُلْكًا‭ ‬مِنْ‭ ‬خَشَبِ‭ ‬جُفْرٍ‭.‬ب‭ ‬وأمام‭ ‬هذه‭ ‬الإعلان‭ ‬نلاحظ‭ ‬طاعة‭ ‬نوح‭ ‬الكاملة‭ ‬للرّب‭. ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬منفتحًا‭ ‬لصوت‭ ‬الرّب‭ ‬ومستعدًا‭ ‬لطاعته،‭ ‬يجد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الإنسان‭ ‬نعمة‭ ‬في‭ ‬عيني‭ ‬الرّب‭. ‬إن‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭ ‬لديه‭ ‬إعلان‭ ‬انجيل‭ ‬المسيح‭ ‬وخلاصه‭. ‬وعندما‭ ‬يتجاوب‭ ‬الإنسان‭ ‬مع‭ ‬دعوة‭ ‬المسيح‭ ‬بالتوبة‭ ‬والإيمان‭ ‬ينال‭ ‬نعمة‭ ‬في‭ ‬عيني‭ ‬الرّب‭. ‬وكما‭ ‬نال‭ ‬نوح‭ ‬بركات‭ ‬كثيرة‭ ‬جرّاء‭ ‬علاقته‭ ‬المباركة‭ ‬مع‭ ‬الرّب،‭ ‬هكذا‭ ‬يختبر‭ ‬المؤمن‭ ‬بالمسيح‭ ‬في‭ ‬زمننا‭ ‬الحاضر‭ ‬بركات‭ ‬وفيرة‭ ‬وحياة‭ ‬أبديّة‭ ‬مضمونة‭ ‬بنعمة‭ ‬الرّب‭.‬

القراءة الصباحية:
مت 3
مز 3
القراءة المسائية:
تكوين 5 -6