وَلَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ».
(عب 10: 17)
في العهد القديم عندما كان رئيس الكهنة يقوم بتقديم الذبائح الخاصة بيوم الكفارة، كان هذا العمل يتكرر سنة بعد سنة، وكان فيه كل سنة ذكر للخاطايا. هذه الخطايا التي لم يكن ليمحوها دم الحيوانات، كانت تنتقل من سنة الى أخرى بواسطة كفارة هذه الذبائح، الأمر الذي كان يؤجل انسكاب غضب الله ودينونته على الخطية. ولكن في العهد الجديد الذي صنعه المسيح بدمه، لم يعد هناك ذكر للخطايا سنة بعد سنة لأن دم المسيح الثمين الذي سفك على الصليب كان كافيا لكي يمحو هذه الخطايا. فعندما يطهّر الرب يسوع الانسان من خطاياه بدمه الذي سفكه على الصليب، لا يعود هناك عليه أي لوم من جهتها والرب لا يعود يذكرها أيضا. إن المؤمنين الذين يصارعون مع تأنيب ضميرهم على خطايا سالفة، بإمكانهم أن يتشجعوا بناءً على حقيقة أن الله بنفسه لا يعد يذكر الخطايا التي يغطيها دم المسيح. فإذا كان الله لا يذكرها فبالتأكيد هو لا يريدنا أن نبقى أسرى هذه الذكريات الملغاة.