«وَلكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ، وَلآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا.» (مت 13: 16-17)
بَعدَ أنْ وَصَلَ رَفضُ اليهود للمسيح إلى ذُروَتِه، ابتَدَأَ المسيح يُكلِّم الشَّعب بِأمثال، وَعِندَما سَأله تلاميذه لماذا تُكلِّمهم بِأمثال أجابهم: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا لأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ…» ومن بعدها أخبرهم عن الامتيازات العظيمة التي أُعطِيَت لَهم، فَلَمْ يَكُن امتِيَازهم فَقَط عن الذين رَفَضوا فَكَلَّمَهم المسيح بِأَمثال، وَلَكِن حَتَّى عن أَنبِيَاء وَأَبرَار كَثيرِين اشتَهوا أنْ يَروا ما رَأوه، وأنْ يَسمَعوا ما سَمعوه ولم يَرَوا ويَسمَعوا. وهذا يُظهِر نِعمة الله العظيمة عليهم. ونحن اليوم نَسمَع الله مِن خِلال كَلِمَته وقَد أُعطِي لَنا أيضاً ما لم يُعطَ لِمُؤمِني العهد القديم من أَنبياء وأبرار، والنِّعمة التي أُعلِنَت لنا تَشتَهِي الملائِكَة أن تَطَّلِع عَلَيها (1بط 1: 12). فهل نُقَدِّر ما أُعطِيَ لنا أَن نَسمَعه وَنَرَاه فِي كَلِمَة الله مِن إعلانات وَوُعُود وَقيادَة من الرَّب لحياتنا؟ وَهَل نَستَفِيد فِعْلاً مِن هذه العَطِيَّة العَظِيمَة وَنَرى في كَلمة الله كنزاً حقيقيّاً بَينَ أَيدِينَا؟