«فَاسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ وَاحْتَرِزْ لِتَعْمَلَ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ وَتَكْثُرَ جِدًّا، كَمَا كَلَّمَكَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكَ فِي أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً.»
(تث 6: 3)
وعد الرّب بالبركة مرتبط بالطّاعة، فالذي يُريد أن يُباركَه الرّب يَجب عليه أن يطيعه أوّلاً، وهنا موسى يُذكِّر الشّعب قَبل دخولهم أرض الموعد بالوُعُود التي تَكَلَّم بِها الرّب بِالخير والبَركة في الأرض التي وعدهم بها. ولكن لكي يكون لهم هذا كان هناك شُروط، إذ يقول «فَاسمع» …»واحترز لتعمل» فالطّاعة التي يريدها الرّب لا تَقتَصِر على سَماع الكلمة ولا على أَخْذ القَرَار بالخضوع، ولا على تَعهّد في القَلب، بَل تبدأ بِالسَّماع وَالتَّعهُّد والقرارت الدّاخليّة ولكن لا تَكُون هناك طاعة حقيقيّة مِن دون عَمَل، فَالعَمل هو الأساس، لِذلك أوصاهم أنْ يَحتَرِزُوا لِيَعمَلُوا أي أنْ يُراقبوا أَنفُسَهم بِدِقَّة وَيَحرَصوا وَيَنْتَبِهوا لكي يَعمَلوا ما سَمعُوه. قرَاراتِنا وَتَعهُّدَاتِنا مَع الرّب مُعرَّضة للنّسيان، لذا نحتاج إلى متابعة واجتهاد لكي نُتمّم الطّاعة بالعمل الفعليّ، وبالتّالي نحصل على البركات التي وعد بها الرّب، وإلّا نكون خادعين نُفوسَنا، كما تقول كلمة الرّب في رسالة يعقوب 1: 22 «وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ.»