الجمعة 19 حزيران 2020

يَا ابْنِي، لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ وَلاَ تَكْرَهْ تَوْبِيخَهُ، لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَكَأَبٍ بِابْنٍ يُسَرُّ بِهِ.»
(أم ٣: ١١-١٢)

إنّ‭ ‬التّأديب‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يتعامل‭ ‬به‭ ‬الرّب‭ ‬مع‭ ‬المؤمن‭ ‬الذي‭ ‬يراعي‭ ‬الخطيّة‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬لعلّه‭ ‬يستيقظ‭ ‬على‭ ‬وضعه‭ ‬ويعرف‭ ‬خطأه‭ ‬ويتوب‭ ‬عنه‭. ‬فيتعامل‭ ‬فيه‭ ‬الرّب‭ ‬مع‭ ‬المؤمن‭ ‬بطريقة‭ ‬خاصّة‭ ‬بحيث‭ ‬ينتبه‭ ‬المؤمن‭ ‬للتّأديب‭ ‬لوحده‭ ‬ويتجاوب‭ ‬مع‭ ‬الرّب،‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬إنّ‭ ‬رؤية‭ ‬الإنسان‭ ‬للتأديب‭ ‬إجمالاً‭ ‬هي‭ ‬رؤية‭ ‬سلبيّة‭ ‬إذ‭ ‬يرى‭ ‬فيه‭ ‬القصاص‭ ‬والعقاب‭ ‬والدّينونة‭. ‬بينما‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬التّأديب‭ ‬ليس‭ ‬هكذا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬النّموّ‭ ‬الصّحيح‭ ‬والتّوجيه‭ ‬للطّريق‭ ‬المستقيم‭ ‬والتّغيير‭ ‬للأفضل‭ ‬والنّموّ‭ ‬في‭ ‬السّلوك‭ ‬بالقداسة،‭ ‬والتّقويم‭ ‬لحياة‭ ‬بشبه‭ ‬المسيح‭. ‬فهدفه‭ ‬تزيين‭ ‬حياتنا‭ ‬بالفضائل‭ ‬التي‭ ‬يعلّمنا‭ ‬إيّاها‭ ‬الرّب،‭ ‬وترك‭ ‬الخطايا‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬خدمتنا‭ ‬ونجاحنا‭ ‬الرّوحيّ‭ ‬و‭ ‬نموّنا‭ ‬وتقدّمنا‭. ‬لذلك‭ ‬يوصي‭ ‬الرّب‭ ‬ويحذّر‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬ألا‭ ‬نحتقر‭ ‬التّأديب‭ ‬ولا‭ ‬نكره‭ ‬التّوبيخ،‭ ‬لأنّ‭ ‬التّأديب‭ ‬ليس‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬حقد‭ ‬من‭ ‬الرّب،‭ ‬بل‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مكتوب‭ ‬الأَنَّ‭ ‬الَّذِي‭ ‬يُحِبُّهُ‭ ‬الرَّبُّ‭ ‬يُؤَدِّبُهُ،‭ ‬وَكَأَبٍ‭ ‬بِابْنٍ‭ ‬يُسَرُّ‭ ‬بِهِ‭.‬ب‭ ‬فكما‭ ‬أنّ‭ ‬الأب‭ ‬يؤدّب‭ ‬إبنه‭ ‬لأنّه‭ ‬يريده‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬ما‭ ‬يؤذيه‭ ‬ليكون‭ ‬بحال‭ ‬أفضل،‭ ‬هكذا‭ ‬الرّب‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬الأفضل‭ ‬ويريدنا‭ ‬أن‭ ‬ننجح‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬الرّوحيّة‭ ‬وفي‭ ‬تحقيق‭ ‬مقاصد‭ ‬الرّب‭ ‬لحياتنا،‭ ‬يؤدّبنا‭ ‬لنبتعد‭ ‬عن‭ ‬الخطيّة‭ ‬التي‭  ‬تؤذينا‭ ‬وتخسّرنا‭ ‬بركات‭ ‬زمنيّة‭ ‬وأبديّة‭.‬