الجمعة 18 أيلول 2020

ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ.
(1تس 4: 17)


لقد كتب بولس الرسول هذه الآيات المعزية في هذا المقطع لكي يرفع أنظار المؤمنين في كنيسة تسالونيكي إلى السماء، ويبث روح الرجاء في نفوسهم، ويشدّد ايمان البعض الذي ضعف جراء الاضطهاد الكبير الذي تعرضوا له ومات عدد لا بأس به منهم. هذا الأمر أثار الكثير من التساؤلات في أذهانهم ولا سيما من جهة الذين فارقوا الحياة. فيأتي تشديد بولس في هذا المقطع على الرجاء الذي ينتظر المؤمنين، أحياء وأموات، في ضوء مجيء الرب ثانية. فالذين رقدوا في الرب سوف يسبقون الأحياء لملاقاة الرب في السحب عند مجيئه ثانية، وسوف يأخذون الأجساد الممجدة لكي يرثوا الأبدية. لم تكن هذه الكلمات مصدر تعزية للمؤمنين في تسالونيكي فحسب، بل كانت رجاء الكنيسة ككل على مر العصور، وتطلُّع المؤمنين دائما الى ما ينتظرهم في المستقبل، عندما يلاقون الرب في السحب. هذا الرجاء يبقى سلاحاً قوياً لدى المؤمن في هذا العالم الفاني إلى أن يأتي الرب ثانية ويغيّر شكل أجسادنا الفانية لنكون على صورة جسد مجده.