«ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.»
(لو 24: 27)
إنّ خلاص المسيح وفدائه وعمله الكفّاري على الصليب وقيامته من الموت لم يحصلوا بالصّدفة، ولا هم بمعزل عن مخطّط إلهي عظيم، فلقد أُغفِل عن معرفة التّلميذين حينها إذ كانا يرجوان أنّه هو المزمع أن يفدي إسرائيل، أي أن يخلّصها من أعدائها ويملك ملكاً أرضيّاً فوريّاً عليها، ولكن فجأةً وجداه مصلوباً ميتاً موضوعاً في قبر. ومع أنّ بعض النّساء أخبرنهما أنّه قام حيّاً، لكنهما لم يفهما وبقيا في الحيرة نفسها. فجاء المسيح وابتدأ يفسّر لهما الأمور المختصّة به من موسى ومن جميع الأنبياء لكي يكشف لهما حقيقة الأمور التي حدثت، فالرّب أعلن عن مخطّطه بأمور كثيرة عبر النّبوّات التي تختصّ بالمسيح، حتّى متى جاء المسيح وصُلب ودفن وقام لا يكون هناك شكّ أنّه المسيح الملك المخلّص المنتَظَر، بل ليعلن أيضاً فرادة المسيح الذي لا أحد يشبهه بالنّبوّات. وفي أيّامنا كلمة الله هي برهان أساسيّ لكلّ من يشكّ بصلب المسيح وقيامته وفرادته وصفاته ولاهوته. ونحن من مسؤوليّتنا أن نساعد النّاس لرؤية الحقيقة من خلال الكرازة بالكلمة وإعلانها وشرحها مستخدمين العهد القديم والجديد لعلّ الرّب يفتح القلوب ويبدّد الشّكوك فيؤمنوا به ربّاً ومخلّصاً.