«وَأَعْرِفُ هذَا الإِنْسَانَ: أَفِي الْجَسَدِ أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا.»
(2كو 12: 3و4)
إنّ أمور الله الأبديّة هي أمور لا يمكن أن توصف بالكلام البشري. لذلك كتب بولس الرسول عن إختباره الجميل عندما أُختُطف إلى الفردوس أنّه سمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلّم بها. فأمور السماء لا يمكن أن توصف بكلمات الأرض لأنّ أمور السماء الأبديّة أعظم بكثير من مجد الأرض الزائل. والإنسان المحدود في فكره وخبرته لا يمكنه أن يعبّر بكلماته عن مجد السماء حتى ولو رآها بعينيه. ولكن ما نستطيع أن نعرفه من صفحات الكتاب المقدّس هو أنّ المسيح يعدّ مكانا رائعا ومدهشا للمؤمنين حيث سيمضون الأبديّة مع مخلّصهم إلى آباد الدهور. لقد كان لدى بولس الإشتياق لكي يمضي إلى السماء لكي يكون مع المسيح لأن ذاك أفضل جدّا. وهذا ما جعل بولس يخدم بتفانٍ تام ويموت من أجل أمانته للمسيح لأنّه كان يعرف أنّ المكان المعدّ من الرّبّ هو رائع له ولجميع المؤمنين. هذا ما نعرفه بالرجاء الأبدي أن نكون مع يسوع إلى أبد الآبدين، لنعاين مجده ونشترك فيه. يكفي أن يكون يسوع المسيح مخلّصنا في السماء لكي تكون جميلة ورائعة، ولكنّه أعدّ لنا بركات عظمى أيضا لا توصف.