أَخِيرًا ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ، وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ.
(مر 16: 14)
يلفتنا في هذه الآية كيف وبَّخ يسوع عدم إيمان التلاميذ وقساوة قلوبِهِم. وذلك لأنَّهُم لم يُصدِقوا خبَر القيامة. فما هو عدَم الإيمان؟ ينظر معظَم الناس للخطيئة على أنها أفعال أو أقوال ضدّ كلمة الله، وهذا صحيح جزئياً، لكن الخطيئة هي أيضاً أفكار تجول في القلب. لقد أوضح الرب يسوع أنه من داخل قلب الإنسان تخرُج الأفكار الشريرة وتُنجِس الإِنسان. إن خطيئة شعب الله في العهد القديم كانت أنَّهُم قسّوا قلوبَهُم (عب3: 8) فلم يُريدوا أن يثقوا بالله فيُطيعوه، وبسبب هذه الخطيئة ظهرت خطايا أُخرى في حياتِهم. إن عدَم الثِقة بالله في قلوبِنا هي خطيئة عدَم الإيمان، وعندما نتكلَّم عن عدم إيمان نحن لا نتكلَم عن شخص لا يعرِف الله، بل على العكس هو شخص يعرِف الله ولكنه لا يُريد أن يثِق بِه لكُل ما هو عليه. وهذه الخطيئة هي إهانة مُباشرة لشخص الله وجوهَره. لذلك نرى يسوع يوبِّخ التلاميذ لأنَّهُم لم يصدِقوا الخبَر بأنّه الله القادِر على كُل شيء والقائم من الأموات. ننتبه لهذا الأمر في حياتنا، لنثِق بالله أنّه على كل شيء قديِر، ولنثِق بأنّه صالح، كاف، مُتسلِط، رب، راعي… فنُسِر قلبَهُ ونتمتَع بشخصه.