الجمعة 10 نيسان 2020

«فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ وَقَالَ لَهُمْ: تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ.» 
(لو 19: 13)

إن الغاية من مثل الأمناء هي تحذير التلاميذ بأنه لم يحِن وقت ملكوت الله الكامِل على الأرض بعد، فعلى الرب يسوع أن يذهب ويأتي ثانية ليحِل ملكوت الله بكُل مجدِهِ. ولكن ليس فقط التحذير إنما أيضاً التوجيه، والكيفية التي يجب أن يتصَرَف ويحيا بها المؤمن في غياب الرب يسوع وبإنتِظار مجيئه الثاني. إن السيِّد في المثل أعطى عبيده أمناء (أي مال) بالتساوي (عشرة عبيد وعشرة أمناء) ليُتاجِروا بِهِم لحين يتَسَلّم المُلك ويعود ليملُك. ونرى أن السيد مدَح عبيدَهُ الذين تاجروا وأعطاهُم سُلطاناً على مُدن بحسب ما ربِحوا وأما العبد الذي رد المال كما هو ولم يتَّجِر به فوبَخَهُ سيِّدُه على حِجَجِه وكسَلِه ووَصَفَه بالعبد الشرير. إن ما عبَّر عنه العبد الشرير في دفاعِه عن كسَلِه هو أنَّه عالِم أن سيِّدَه يُحِب الرِبح والتقدُم وهو صارِم في هذا الأَمِر، وسيِّدَه أكّد لهُ هذا الأمر. يقول لنا هذا المثل أنه في إنتِظار مجيء الرب الثاني، الله أعطانا موارِد، مواهِب، كلِمة خلاص، وهو يُحِب التَقَدُم والرِبح ويتوقَّع من كُل مؤمن أن يجتَهِد ويكون أميناً بما أعطاه وهو جدي في هذا الأمر. لذلك أمر تلاميذّه أن يذهبوا إلى العالم أجمع وأن يكرزوا بالإنجيل للخليقة كُلِها. إن المطلوب مِنا هو الأمانة، والإجتِهاد، وإستغلال الوقِت، والحماس لإمتِداد الملكوت ولِجعِل سيِّدنا فخوراً بنا. كما يتحدَّث هذا المثل عن المُكافآت التي سيحصل عليها المؤمن في ملكوت الله على الأرض وهي المُلك معهُ، كُل واحِد بحسب أمانَتِه. فالتشجيع لنا اليوم هو الأمانة والكِرازة لكي نسمع: نِعِماً أيها العبد الصالح وليس: أيُّها العبد الشرير.