«بُولُسُ، الْمَدْعُوُّ رَسُولاً لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ …
(1كو 1:1)
تتميّز شخصيّة بولس الرسول في الكتاب المقدّس بالنجاح الروحي. فقد كان بولس مؤمنا ناجحا في حياته الروحيّة. وهذا يجعلنا نسأل ما هو سرّ هذا النجاح؟ لقد كان بولس مؤمنا ناجحا لأنّه عرف ما هي دعوته الإلهيّة المرتبطة بمشيئة الرّبّ. يكتب بولس للمؤمنين في كورنثوس أنّه مدعو رسولا ليسوع المسيح. ففي اللحظة التي آمن فيها بولس الرسول بالمسيح أدرك ملكيّة المسيح الكاملة على حياته. وهناك أدرك أنّ المسيح هو من يقرّر دعوته. وقد دعاه الرّبّ يسوع لكي يكون رسولا له ليحمل إسمه إلى العالم ويبشّر بإنجيله ويؤسّس كنائس. إنّ إدراك دعوة الرّبّ للمؤمن هو المدخل الأوّل لنجاحه في الحياة الروحيّة. أمّا السرّ الثاني فهو وجوده في مشيئة الله. فدعوة بولس لم تكن مفصولة عن مشيئة الله لأنّ الرّبّ يدعونا في مشيئته. فللرّب مشيئة واضحة ومعلنة في الكتاب المقدّس. والمؤمن مدعو لكي يكون في مشيئة الرّبّ من خلال الطاعة الكاملة لوصاياه وتوجيهاته في الكتاب المقدّس. وعلى المؤمن أن يربط أيّة دعوة خاصة من الرّبّ بمشيئته المعلنة في الكتاب المقدّس. إذ لا يمكن أن تتعارض الدعوة الخاصة مع الدعوة العامة، فالله يريد من كلّ مؤمن أن ينجح في حياته الروحيّة ولكي يحصل هذا عليه أن يحيا في مشيئة الرّبّ ويعرف دعوته.