الثلاثاء1 أيلول 2020

«كَمَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، لأَنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي، فِي وُثُقِي، وَفِي الْمُحَامَاةِ عَنِ الإِنْجِيلِ وَتَثْبِيتِهِ، أَنْتُمُ الَّذِينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي النِّعْمَةِ.»
(في 1: 7)


يكتب بولس الرسول من سجن روما للمؤمنين في فيلبي معتبرا إيّاهم شركائه في الإنجيل. فما يجمع المؤمنين بالمسيح هو الإنجيل الذي خلّصهم. فصليب المسيح وقيامته هو الحدث الذي يخلّص الناس من مختلف المجتمعات والبيئات ويضمّهم إلى عائلة الله. والإنجيل هو الرسالة المشتركة التي يشاركها المؤمنون مع الآخرين. لذلك يقول بولس الرسول إنّه يحقّ له أن يفتكر بالمؤمنين كشركاء له في الإنجيل. ويصف بولس الرسول نفسه بالمحامي عن الإنجيل وتثبيته. وبهذا التعبير يُظهر بولس، منذ بداية المسيحيّة، محاولات إبليس لأن يشوّه الإنجيل ويزعزعه ويغيّره عن مساره. وهذا ما نراه في أيامنا من خلال طوائف وأديان تؤمن بخلاص من دون المخلّص المسيح، أو بخلاص من دون توبة وتجديد، أو بخلاص من خلال طرق مختلفة. أما الإنجيل الحقيقي فهو نعمة الله التي ظهرت في تجسّد المسيح وموته وقيامته، وما الخلاص سوى الإيمان بشخص المسيح الفريد. إن المؤمنين مؤتمنون على هذا الإنجيل لكي يشاركوه بثقة ويدافعوا عنه بحقّ من دون تردّد. لأنّ الإنجيل هو الرجاء الوحيد لخلاص الإنسان من الهلاك.