الثلاثاء 9 حزيران 2020

وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ.
(أع 20: 24)

لقد علِم الرسول بولس أن أمراً سيئاً سيُصيبَهُ عندما يذهَب إلى أورشليم. ولكن ذلك لم يُزعِجه ولم يُثنيه عن الخِدمة التي أوكَلَه الرّب عليها، ألا وهي بشارة نعمة الله. ما هي الثوابِت التي وقَف بولس عليها حتى استطاع أن يُتمّم خِدمَتَهُ؟ يقول بولس إنَّهُ أخّذ خِدمَتَه من الرب يسوع، وهذا الأمر هو كل ما كان مُحتاجًا إليه. فعندما يدعونا الرب لِخِدمة مُعيَّنة هو يُعطينا معها التشجيع، والقدرة، والقوة، والحِكمة لكي نُتَمِّم هذه الخِدمة، على عكس الخِدمة التي نأخُذها من البشر، فهي دائماً ما تبوء بالفشل عند أي عرقَلة. أما بولس الذي أخذ الخدمة من الرب، فكان عنده القوة الكافية بالرغم من التحديات والمخاطِر بأن يُتمِم بفَرَح خِدمَتَهُ. لقد كانت الخِدمة بالنسبة له أمرا أكبَر وأعظَم مِنهُ حتى حسب أن نفسه غير ثمينة عنده، وكان مستعِداً للموت في سبيل الشهادة للمسيح. يا لها من قوة يمنحها الله للمؤمن الأمين الذي يطلُب أولاً ملكوت الله وبِرَّهُ، قوة فوق التجارِب والصِعاب. قوة لنُتمِم الخِدمة التي أوكلنا الرب عليها بفَرَح.