«طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.»
(مت 5: 8)
إنّ نقاوة القلب هي صفة نادرة في زمننا الحاضر. فنحن مولودون بطبيعة ساقطة وقلب شرير. في داخلنا تتنامى الظلمة الروحيّة يومًا بعد يوم فتبدّد نقاوة القلب. كما إنّنا نتربّى على قساوة الحياة والحذر من الآخرين والتفكير السلبي والخوف من المحيط والاحتياط من الأشرار من حولنا. هذا الواقع الروحي يمنع الإنسان من رؤية الله بقداسته وبرّه وأمانته وإخلاصه ومحبّته وصدقه. لذا يحتاج الإنسان أوّلا إلى اختبار التجديد بالروح القدس من خلال الإيمان بالمسيح المخلّص. وعندما يؤمن الإنسان بالمسيح مخلّصًا، يطهّره بدمه ويسكن فيه بالروح القدس وينقي قلبه، وحينئذ يعطيه البصيرة الروحيّة لكي يعاين الله ويدخل بشركة شخصيّة ومباركة معه. إنّ عمليّة نقاوة القلب تحتاج إلى سهر المؤمن على حياته الروحيّة من خلال اغتساله بكلمة الله كل يوم، ومواجهة الحياة بطاعة للرّب. وإذ يعيش المؤمن بشركة صحيحة مع الرّب يختبر نقاوة القلب ويعاين الله في ظروف حياته. هذا النوع من المؤمنين يعيش بمحضر الرّب في كل وقت. إن نقاوة القلب هي أساس لاختبار يدّ الله وحضوره في كل ظروف حياتنا.