«أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ مَا صَنَعْتُ بِالْمِصْرِيِّينَ. وَأَنَا حَمَلْتُكُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ النُّسُورِ وَجِئْتُ بِكُمْ إِلَيَّ. فالآنَ إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي، وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فَإِنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ»
(خر 19: 4و5)
بهذه الكلمات كلّم الله موسى مباشرة. تحمل هذه الكلمات تواضع الله ومحبته وتعاملاته الرقيقة مع الإنسان. هو الأب المحبّ الذي يحمل شعبه فوق التحديات والمصاعب ويعبّرهم إلى أرض البركة. وما هي أرض البركة؟ ليست هي المقتنيات أو الأملاك أو الصحة أو أي عطيّة، ولكن أرض البركة هي أن نكون مع الرّب متّحدين معه بالشركة والمشيئة. فصحيح أن اللّه عبّر الشعب في البحر الأحمر نحو أرض الموعد، ولكن الحقيقة الروحيّة هي أن الله جاء بهم إليه كما قال «وجئت بكم إليّ». هذه هي البركة الحقيقيّة أن نسير مع الرّب ونكون معه ونحقق مشيئته. في صليب المسيح، فتح الله باب الرجوع إليه بالخلاص الأبدي المضمون لكل من يؤمن بالمسيح. هذه هي البركة الحقيقيّة، أن يختبر الإنسان غفران خطاياه، مع علاقة شخصيّة مع المسيح، وحياة يوميّة في تحقيق مشيئة الرّب، وأبديّة سوف يعيشها معه للأبد. البركة الإلهيّة ليست العطايا الماديّة الزائلة، أو الصحة التي ستضمحلّ، أو أي امتياز بشري يختفي عند الموت. عطايا الله الماديّة والزمنيّة هي نتيجة الحياة الروحيّة الصحيحة، وأمّا جوهر البركة فهو التصاق المؤمن بالرّب. ولكي يختبر المؤمن حالة البركة الإلهيّة عليه أن يسمع لصوت الرّب ويحفظ وصاياه. إن المعادلة الإلهيّة سهلة جدّا، فإنّ الطاعة لوصايا الرّب في الكتاب المقدّس هي مفتاح البركة، وترك وصايا الرّب هو سبب كل المآسي في حياة الإنسان.