السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، وَالْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى الأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ.
(تث 29: 29)
«السرائر للرب إلهنا» نعم، لأن الرب لا يعلن لنا كل ما في فكره ومخططاته لنا. فهو الخالق صاحب السلطان المطلق والمعرفة المطلقة. وهو يخطط للبركة لحياتنا وكل ما هو أفضل لنا ولأولادنا. وهو لا يحتاج لأن يعلن لنا كل تلك الأمور. ولكن هناك أمورًا معلنة لنا من كلمته، وقد أعطانا إياها حتى نتحمّل مسؤوليتنا أيضًا في تتميم مقاصده المباركة من جهتنا. «المعلنات لنا ولبنينا إلى الأبد لنعمل بها»، فالرب يريد منا أن نسلك في الطريق الأصلح لنا ولأولادنا لذلك يعلن لنا عن الأمور التي نحتاج لأن نسلك فيها حتى لا تفوتنا بركته. في العهد القديم، وعشيّة دخول شعب الرب الى أرض الموعد، لم يعلن لهم الرب عن كلّ الأمور تنتظرهم، ولكنه أعطاهم لائحة بالوصايا التي يحتاجون أن يسلكوا فيها حتى تستمرّ بركة الرب على حياتهم. وفي العهد الجديد أيضا لم يعلن لنا الرب عن كل الأمور التي في فكره، بل أعلن لنا في كلمته ما نحتاج لأن نعرفه لنسلك به حتى نتمّم كل مقاصده المباركة لحياتنا. إعلان الرب لنا هو قصد إلهي يتوقع الله من خلاله الطاعة المطلقة، فدعونا لا نتهاون مع كلمة الرب لنا، بل نحفظها في قلوبنا حتى تحفظنا هي بدورها.