«وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ قَائِلاً: «وَلْيَعْمَلْ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْفِصْحَ فِي وَقْتِهِ.» (عدد 9: 1و2)
إن عيد الفصح هو الفريضة التي وضعها الله لشعبه في العهد القديم ليعلن لهم مخططه الخلاصي للإنسان الذي تحقق بالمسيح. لم يكن الفصح الإعلان الأوّل ولكنّه كان إعلانًا إضافيّا فيه المزيد من التفاصيل. الإعلان الأوّل عن الفداء كان في الذبائح السابقة للناموس التي من خلالها علّم الله الإنسان أن يكفّر عن خطاياه. ولكن في عيد الفصح رسّخ الرّب حقيقة أهميّة سفك الدمّ لمغفرة الخطايا عندما أهلك أبكار مصر وحافظ على أبكار شعب الرّب الذين بطاعة وإيمان ذبحوا الذبائح ورشوا الدم على عتبات بيوتهم. كانت العبارة الشهيرة في تأسيس عيد الفصح، «فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ» (خر 12: 13). كانت هذه الحقيقة نبويّة عن ذبيحة المسيح، الذي سيحمل خطايا العالم، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة. وأساس هذا الخلاص هو أن الله سيرى دم المسيح مرشوش على كل من قبل المسيح مخلصًا وبالتالي ستعبر عنه الدينونة المحتومة عليه بسبب خطاياه. وحقيقة أخرى متقدمة في عيد الفصح أعلنها الرّب وهي توقيت فداء المسيح. لقد أصبح عيد الفصح المحطة النبويّة التي كان من المتوقع أن يتمّم الله وعده بالفداء. لقد عرف الله توقيت الفداء قبل مئات السنين من موت المسيح وقيامته. إن إلهنا المبارك هو منشأ الخلاص ومحقّقه وهو الذي يفعل كلَّ أمرٍ بتوقيته. إن عظمة إعلان الله تعطينا كل ما يلزمنا لنتخذ خطوات الطاعة والإيمان بالرّب وبكتابه المقدّس.