«لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا»
(عب 12: 2و3).
يركز الكاتب دعوته للثبات في الإيمان على حقيقة أن « لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا». فهو يتخيّل مشهدا لسباق الماراثون وجميع المؤمنين يشاركون فيه. السباق قد بدأ، ولكنه لم ينتهِ بعد. وهؤلاء الشهود ليسوا مجرّد أشخاصا يشاهدون السباق وكيفية إتمامه من قبل العدائين، بل هم عداؤون أيضا، قد سبقونا وتركوا لنا جهادهم كمثال لنا. فإيمانهم وطاعتهم للرب وثباتهم به ساعدهم على تحمّل التجارب والمصاعب مهما كانت دون تردد أو رجوع الى الوراء. وفي هذا السباق التحدّي الأكبر فيه هو أن يخوضه المؤمن الى النهاية وليس أن يصل أولا، أي أن يستمر كل حياته متمسكاً بإيمانه بالرب بكل صبر وتحمّل مهما قست التجارب من حوله. فكل من وصل الى خط النهاية يُعتبر قد أنجز السباق حتى ولو لم يكن هو الفائز الأول. ولكي يتمكن المؤمن من القيام بهذا السباق بنجاح يُقدم الكاتب ثلاث دعوات : 1)-طرح كل ثقل (الثقل قد يكون الهموم مثلا وضغوطات الحياة). 2)-طرح «الْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ». 3)- «ْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا.» أي نركض معا كمؤمنين ونساند بعضنا بعضاً.