« وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهَ صَادِقٌ،»
(يو 3: 33)
يوحنا شهد أنّ المسيح يتكلّم بكلام الله، وأنّ الذي يقبل شهادته ختم انّ الله صادق، لأن الذي وعد به الله من خلال النّبوّات لآلاف السّنين تحقّق بالمسيح. والمسيح النازل من فوق كما يقول يوحنّا يتكلّم بكلامٍ من فوق، فمن يصدّق شهادة المسيح، يختم أنّ الله صادق، كما يعلن في 1يو 5: 10 « … مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ، فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِبًا، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللهُ عَنِ ابْنِهِ.» فعندما يتكلّم الله، أو يعلن أمراً هو يعلم ما يتكلّم به، وهو لا يخطئ بما أعلنه، وإن أراد أن يعلن أمراً هو لا ينسى أن يعلنه، وهو لا يغيّر رأيه فيما أعلنه، فالشّهادة التي بين يدينا من كلمة الرّب، هي معصومة عن الخطأ، ومن لا يصدّق إعلان الله فقد جعله كاذباً، ومن صدّق وآمن بكلّ كلمة أعلنها الله ختم أن الله صادق. فهذه الكلمة التي بين أيدينا هي إعلان إلهي عظيم لا يقدّر بثمن، وفيها كلّ ما يحتاج الإنسان ليخلص وليحيا بتقوى بحسب قلب الرّب، وفيها وعود الرّب الثّمينة، ولكن تأتي البركات في حياتنا عندما نصدّق كلمة الله ووعوده ونتمسّك بها، ونحيا على أساسها.