«وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَناً إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ، عَالِمِينَ هَذَا أَوَّلاً: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ، لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.» (2بط 1: 19-21)
لقد اختار الرّب الرّسل لكي يكونوا شهوداً أحياء على خدمة الرب يسوع المسيح، وبالتالي لكي يكتبوا الأسفار المقدسة للعهد الجديد. لقد أيّد الرّب هؤلاء الرّسل بمواهب معجزيّة قويّة لكي تتثبّت الكلمة الإلهيّة من خلالها. ولكن ما يستوقفنا في هذا المقطع هو نظرة الرّسل أنفسهم للأسفار المقدسة. لقد اختبر بطرس قوّة الله العظيمة في إعطاء كلمته من خلال السيطرة الكاملة على الكتّاب بحيث أصبحوا أدوات في يد الله لكي يكتب من خلالهم ما يشاء. لذا لا يوجد شيء في الكتاب المقدس من مشيئة إنسان ولا من تفسير بشري خاص أي من وجهة نظر بشريّة. لكن كلّ ما دُوّن في الكتاب المقدس هو من الرّوح القدس الذي ساق الكتّاب محافظا على أذهانهم وتعابيرهم لكي يعلن ذاته ومخطّطه ومشيئته لنا. لذا نستطيع اليوم أن نسير في نور كلمة الله لكي نصل بسلام وأمان إلى ضفّة الخلاص الأبدي.