«وَفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ إِذَا قَوْمٌ مِنَ الْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ. فَاجْتَمَعُوا مَعَ الشُّيُوخِ، وَتَشَاوَرُوا، وَأَعْطَوُا الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً قَائِلِينَ:«قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ.» (مت 28: 11- 13)
يَذكُر متى أنَّ ملاك الرّب أتى وَدَحرج الحجر عن القبر وجلس عليه وكان مَنظَره كالبرق ولباسه أبيض كالثّلج، ويذكر أنّ الحرّاس من خَوفِه ارتعدوا وصاروا كالأموات، وهؤلاء الحرّاس أتوا وأخبروا رؤساء الكهنة بكلّ ما كان. وأمام معجزة قيامة المسيح بدل من أن يَتُوب رؤساء الكهنة الذين طالبوا بصلبه، ما كان مِنهُم إلّا أنْ اجْتَمعوا مع الشّيوخ وتشاوروا، وخلاصة اجتماعهم كان إعطاء فضّة كثيرة للحرّاس ليكذبوا ويقولون أنّ التّلاميذ أتوا ليلاً وَسَرقوه لكي لا تؤثّر قيامة المسيح على مناصبهم وسلطتهم على الشّعب، والمحزن أيضاً أن الحرّاس الذين رأوا بأعينهم القيامة لم يكن عندهم مشكلة أن يأخذوا الفضّة وَيَكذِبوا بَدَل من أنْ يؤمنوا بالمقام من الأموات. فالمناصب والمال من أكثر الحواجز التي تمنع النّاس أن تأتي للمسيح حتّى في أيّامنا. ولكن حياة الإنسان ستنتهي على الأرض يوماً ما وسيقف أمام الرّب للدّينونة وعندها لا ينفع المال ولا المناصب، بل ما ينفع هو أن يقف الإنسان قبل الموت بصدق أمام موت المسيح وقبامته ويؤمن به ربّاً ومخلّصاً على حياته حاسباً المال والمناصب نفاية أمام معرفة المسيح وخلاصه للحياة الأبديّة.