«اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي.» (عب 1: 1-3).
يكشف سفر العبرانيين سمو المسيح على كلّ ما كان يعتبره اليهود مهمّا وعظيما. فالمسيح هو أعظم من الملائكة أعظم من موسى، أعظم من الهيكل، وأعظم من أيّ أمر قد يظنّه الإنسان هو وحده العظيم. لأنّ المسيح هو الله. نعم المسيح هو الله كما تصفه هذه الأعداد الأولى من رسالة العبرانيين. فهذه الأعداد تبرز المسيح الخالق الذي عمل العالمين وتشير إلى جوهر المسيح الذي هو بهاء مجد الله ورسم جوهره. وتشير هذه الأعداد أيضا إلى قدرة المسيح وسلطانه إذ هو حامل كلّ الأشياء بكلمة قدرته. وتشير إلى عظمة محبّته وفدائه إذ هو أيضا من أحبّنا محبّة أبديّة وتجسّد من أجلنا و افتدانا على الصليب لكي يطهّرنا من خطايانا وقام منتصرا من الموت لكي يفتح لنا باب الخلاص والحياة الأبديّة. وتشير هذه الأعداد أيضا إلى ارتفاع المسيح إلى أسمى مقام ليجلس عن يمين العظمة في الأعالي إشارة إلى سلطانه الكامل في الكون. هنيئا للمؤمن بالمسيح المخلّص الذي يتّضع ليكون معه في كلّ لحظات حياته.