الثلاثاء 12 أيار 2020

«أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ:«رَبِّي وَإِلهِي!».
(يو 20: 28)

لقد كان توما غائبا من محضر التلاميذ عندما ظهر يسوع لهم في اليوم الأوّل لقيامته. في ذلك اليوم ظهر لمريم المجدليّة والمريمات وبطرس وتلميذي عمواس، وثمّ عند المساء ظهر للتلاميذ في العليّة حيث كان توما غائبا. وربما إنتظر توما أن يرى يسوع في اليوم التالي ولكن يسوع لم يظهر للتلاميذ في الأسبوع التالي. كان توما يسمع من غيره عن قيامة المسيح وهيئته وكلامه وجسد قيامته وكل ما حدث في يوم القيامة. وكان الشوق في قلبه يزداد يوما بعد يوم لرؤية يسوع المقام. ولكن يبدو واضحا أن الشكّ كان يساوره من حين لآخر. خلال أسبوع كامل كان فكر توما ومشاعره تتقلّب بين شوق وشكّ. ولكن أخيرا حسم يسوع الأمر وظهر لتلاميذه وتخاطب مع توما مباشرة. هناك موضع توما إصبعه في جراحات المسيح فتحوّل الشكّ إلى يقين وتحول الشوق إلى لحظة حقيقة. أمام هذا المشهد المهيب، صرّح توما من عميق قلبه قائلا «رَبِّي وَإِلهِي!». لقد أوضحت القيامة لأذهان التلاميذ حقيقة يسوع المسيح. فالذي كانوا يسيرون معه في شوارع اورشليم والجليل لم يكن إنسان عاديّا بل إلها متجسّدا. ورغم أن يسوع قد تحدث عن لاهوته مرارا وتكرارا خلال تعليمه لتلاميذه، لكن إدراك هذه الحقيقة ترسّخت بالقيامة. وبقوّة تلك القيامة قدم التلاميذ عبادتهم وشهادتهم وخدمتهم لشخص المسيح المبارك، كارزين به بين الأمم ربّا وإلها.