وَقَالَ:«يَا أَبَا الآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ، فَأَجِزْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ».
(مر 14: 36)
توضح لنا هذه الصلاة من الرب يسوع أن الله أب، بمعنى أنَّه يهتَم، لكنه ليس كالأب الأرضي الذي يهتمّ لطلبات أولاده، ولكنها أحيانا تكون أكبر منه يعجز عن تلبيتها. الآب السماوي هو أب لا يعسر عليه أمر، عندَه القدرة على أن يفعل أي شيء. فلماذا نشعُر أحياناً بأن الله يتوانى عن طلباتِنا؟ أو انَّه لا يسمع أو لا يُريد؟ الجواب ببساطة هو أنه إلى جانب قدرته غير المحدودة هو أيضاً صالِح وعندَه مشيئة صالِحة وقصد لحياتِنا.
قد يكون بين ما نُريده نحن في حياتنا ويُريده الله لحياتِنا فرق كبير. فأفكاره ليست كأفكارنا وطُرُقه ليست كطُرُقنا. فلنتعلم من رب المجد يسوع الصلاة إذ يُعلِمنا أن نُصلي لحاجَتِنا «أجِز عني هذه الكأس»، ولكن بنفس الوقت أن نطلُب إرادة الله «ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تُريد أنت».
فعندما تتأخَر طِلبة الصلاة أو لا تُستجاب صلِّي عالِماً أن الله آب يهتَم بك وبطُلباتك وقادِر على كُل شيء، لكِنَّه صالح أيضاً ولديه قصد يُريد أن يُتَمِّمه من خلالِنا.